نور خالد

“خاطفة الطائرات” مرة أخرى تحت المجهر. تلعب دور البطولة في فيلم بتوقيع شابة سويدية من أصل فلسطيني، معذبة بين انبهارها بالمرأة الأسطورة، وصفة “الإرهابية” التي التصقت ببطلتها بعد أحداث 11 أيلول. المخرجة الشابة اسمها لينا مقبول، أما البطلة فليست إلا... ليلى خالد.
لينا مقبول حققت فيلم «ليلى خالد، خاطفة الطائرات»، لتتطهّر من سؤال يؤرقها: هل البطلة التي علقت صورتها ذات يوم على جدران مراهقتها، مناضلة أم إرهابية؟ عندما ولدت لينا، كانت ليلى خالد قد اعتزلت النضال، وكانت الجبهة الشعبية قد توقفت عن خطف الطائرات. ثم كان أيلول الاسود والحرب الاهلية في لبنان. وبعدها بعقود، دخل بن لادن الى الساحة... رجل أميركا في حربها ضد الاتحاد السوفياتي، جعل “الإرهاب” على الموضة أكثر من أي وقت مضى.
كانت ليلى تتفرج على CNN في 11 أيلول 2001، كأنها أمام فيلم هوليوودي. اتصل بها مراسل أجنبي: “ما رأيك في هذا العمل الإرهابي بوصفك قمت بعمل شبيه منذ ثلاثة عقود؟”. ذاكرة جديدة لنضالها بدأت بالتشكل. “أرادوا تاريخاً لصورة طائرات 11 أيلول، فنبشوا صورتي والطائرات التي خطفتها”. وذات يوم أقنعت لينا مقبول التلفزيون السويدي بتمويل فيلمها عن ليلى خالد، لكنّه انسحب تحت تأثير اللوبي الاسرائيلي، فواصلت المغامرة منفردة. عرض الفيلم في تلفزيونات ومهرجانات عالمية، وها هو docudays يعرضه بعد أيام في بيروت.
الفيلم لا يقدّم جديداً عن سيرة ليلى خالد، باستثناء لقطات أرشيفية نادرة. الا أنه يعيد سرد الحكاية من وجهة نظر ذاتية، راهنة. كما ينطوي على لحظات قويّة، مثل حصولها على حجارة من بيتها الحيفاوي الذي لم تره منذ النكبة. وفي النهاية يعيدنا الفيلم الى سؤال البداية: هل أنت مناضلة أو ارهابية؟ تتجمد الصورة على وجه خضع لست عمليات تجميل، ولا يزال مضيئاً كوجه الأبطال في قصص الاطفال...