سيارات فارهة، مئات السياح، أزياء مجنونة، ومطاعم راقية، والكثير من الأضواء... هكذا أعيد افتتاح وسط المدينة في بيروت بعد الحرب الأهلية. تحوّل الـ“داون تاون” سريعاً الى “معقل” للسياح وافتتحت دور العرض العالمية محلاتها، وتهافتت كاميرات التلفزيون العربية والأجنبية لتصوير البرامج والتحقيقات والكليبات في قلب المدينة الذي صار واجهتها... وأشبه باستوديو تصوير عملاق في الهواء الطلق.ثم عاشت بيروت صدمات متتالية، كانت كل مرّة تنعكس سلباً على تلك الواحة الصغيرة، مرتع “الأعجوبة اللبنانية”! وخيّل لبعضهم أن العدوان الأخير على لبنان سيكون الضربة القاضية للداون تاون، لكنّ شركة “روتانا” واصلت رهانها على قلب بيروت. هكذا افتتح أول من أمس مقهى «روتانا كافيهفي ساحة النجمة، بعد عراقيل إداريّة كادت تودي بالمشروع. صحيح أن نجوم الصفّ الأول لم يحضروا جميعاً، بعد تردّد “روتانا” لكن الفرحة كانت هنا نوعاً ما. احتشد عشرات الصحافيين وبعض الفنانين لإعلان انطلاقة المشروع الذي تجري التحضيرات له منذ سنوات...
المخاض كان عسيراً إذاً، وافتتاح مقهى “روتانا” كان عادياً. كأنها لعنة تلاحق الـ«داون تاون»... كلما أراد مستثمر تنظيم حدث في الوسط التجاري حيث مقرّ مجلس النواب، القريب من السرايا الحكومية، حاصرته العراقيل من كل حدب وصوب، ومعظمها يعود الى «أسباب أمنية»! هذا ما حصل مع مصمم الأزياء اللبناني نيكولا جبران ومثله كانت تجربة جانفيركو فيري المجهضة في تنظيم عرض أزيائه هنا.
«روتانا» دعت الى افتتاح مقهاها عدداً لا بأس به من النجوم، بينهم عبد الله بالخير وعبد الله الرويشد وأصالة نصري ونوال الكويتية وبشار الشطي، ونجوى كرم، وإليسا ووائل كفوري وفارس كرم وغيرهم من الفنانيين اللبنانين والعرب. وزعت الشركة الدعوات، وأعدّت العدة لاستقبال مدعويها... وقبل يوم واحد من الحدث، اضطرت إلى إلغاء السهرة، مبررة ذلك برداءة الجو. لكن السبب الحقيقي كان تضييق القوى الأمنيّة الحصار على منطقة الوسط التّجاري، تحسباً لأي حادث أمني قد يقع قبل يومين من اللقاء التّشاوري في مجلس النوّاب (كان سيبدأ صباح اليوم). عندئذ اكتفت “روتانا” باحتفال صغير حضره صحافيون لبنانيون ومصريون وخليجيون، وبعض الفنانين مثل ماجد المهندس وأمل حجازي وسيرين عبد النور ومادلين مطر وباسمة ودينا حايك.
وبغض النظر عن ظروف البلد، بوسع الجمهور ـــ ابتداءً من اليوم ـــ أن يرتاد «روتانا كافيه». هنا يمكن اكتشاف آخر إصدارات النجوم. أما الشراب، فيحتسيه الزائر بكأس طبعت عليها صورة مطربة حسناء من مطربات “روتانا”. وفي «مقهى النجوم» أيضاً، سيلتقي النجوم وأهل الصحافة في شكل دوري، فيطلق المغنون ألبوماتهم، ويجري الصحافيون مقابلاتهم. هذا إذا سمحت الظروف الأمنية.