جورج موسى
توقّع جمهور الشاب مامي أن يصنع المغني “الحدث” لدى إطلاقه هذا المساء ألبوم “ليالي” في فرنسا. لكن نجمهم المفضل قدم “مفاجأته” من “خلف القضبان”! ففي وقت كان يستعد فيه لبدء حملته الترويجية في السوق الفرنسية، ألقى رجال الأمن القبض على مغني الراي الجزائري، وساقوه إلى قاعة المحكمة، بعدما وجهت إليه محكمة ضاحية بوبيني أول من أمس تهمة “العنف المتعمد والاحتجاز والتهديد” ضد واحدة من صديقاته السابقات. وقررت المحكمة سجن المغني على ذمة التحقيق.
ووجّهت الى الشاب مامي (40 سنة) تهم “العنف المتعمد تجاه ضحية واحتجازها وتهديدها لإرغامها على سحب شكوى ضده”. ونقلت صحف فرنسية عن مصدر قضائي “ان القضية تتعلق بصديقة قديمة للمغني أرغمت على الإجهاض للتخلص من جنينها”. وأشارت إلى ان المغني “أُخضع للاستجواب في إطار شكوى تتهمه بالعنف، وخصوصاً ان المرأة عجزت تماماً عن العمل لمدة 30 يوماً”. وكان الشاب مامي قد تزوج قبل أربعة أشهر، وهو يعيش اليوم في الجزائر لكنه يزور فرنسا باستمرار.
اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية بقضية “أمير الراي” يعود إلى الشهرة الكبيرة التي يحظى بها لدى شريحة كبيرة من عشاق هذه الموسيقى في أوروبا. وكان المغني الجزائري يعوّل كثيراً على “ليالي”، وخصوصاً أنه قرر الانفتاح من خلاله على أساليب موسيقية جديدة، والعودة إلى جذوره الشرقية. فبعد النجاح الذي حققه مع سميرة سعيد في ديو “يوم ورا يوم” (2002)، اكتشف مامي جمهور الخليج والشرق الأوسط، وقرر تقديم ألبوم راي ذي ملامح عربية. ويتضمن العمل 13 أغنية، بينها ديو “جلسة مقهى” مع كاظم الساهر. وهي قصيدة لنزار قباني وضع ألحانها المطرب العراقي. وهناك أيضاً أغنية “حليلي دنيايا” التي سجلها مع إليسا ثم استبدلها بمغنية أخرى بسبب خلاف بين شركة “إي إم أي” المنتجة للألبوم، و“روتانا” المنتجة لأعمال إليسا. وتعاون مامي في شريطه مع عدد من شعراء وملحني البوب العربي، بينهم مروان خوري، ومحمد رحيم، وأيمن بهجت قمر، وعمرو مصطفى، ومحمد رفاعي.
يذكر أن الشاب مامي وخالد كانا من أوائل مغنّي الراي، وبفضلهما حققت هذه الموسيقى الانتشار في أوروبا والعالم. واشتهر مامي بقدرته على مزج الراي بأساليب غنائية أخرى مثل الراب والبوب والريغي والهيب هوب والتكنو. وقد استطاع اختراق السوق الأميركية لدى تعاونه مع ستينغ في أغنية “ديزيرت روز” عام 1999.
يعترف الشاب مامي بأن العنف السياسي الذي واجهته الجزائر في التسعينيات هو الذي أثر في توجّهاته الفنية. وهو يذكّر بأن الراي عرف انبعاثه الثاني كردّ فعل على التزمت الأخلاقي الأصولي آنذاك، وكإعادة اعتبار لحريّة الجسد والحواس. ويقول: “إن المهمشين والأرامل والمطلقات والمنبوذين والفقراء والمهجرين هم الذين ابتكروا الراي”.
قضية الشاب مامي لم تعطّل خطة ترويج الألبوم فحسب، بل ألغت حفلة كان من المقرر أن يحييها في مرسيليا مساء السبت، ضمن فعاليات مهرجان “لا فييستا ديه سود”، واستُبدل بالمغنية الهندية سوشيلا رامان.