جورج موسى
رمضان على الأبواب.... سباق شرس تعيشه المحطات العربية للفوز بالمشاهد. كأن الحرب لم تقع على شاشتها. كأنها لم تجنّد جيوشها، لنقل صور الدمار وأخبار الموت. وكأنها لم تعد مهتمة بدق ناقوس الخطر المتعلق بالتغييرات المفصلية في هذه المرحلة، أو بالساحات المشتعلة في فلسطين والعراق.
الحرب انتهت على الشاشات العربية، ومأدبة رمضان باتت جاهزة. اليوم، لم تعد “المنار” و“الجزيرة” و“العربية” تحتل مواقع الصدارة. استأثرت “أل بي سي”، و“أم بي سي” و“دبي” و“المستقبل” و“الراي” بالمشهد الفضائي العربي.
في كواليس الإعلام، حديث عن ضرورة إعادة الترفيه والتسلية إلى قلب مشاهد لم يعد قادراً على متابعة مجريات الواقع. القنوات وجهت نداءً عاجلاً إلى صنّاع الدراما، من أجل بذل كل الجهود لنقل المشاهد إلى عالم خيالي قوامه الأحلام والسعادة والفرح.
من قال إن نموذج المرأة الحديدية الذي تعتمده يسرا في مسلسلاتها ليس موجوداً في مجتمعنا الذكوري؟ ومن قال إن الوزير النزيه (يجسد دوره حسين فهمي في مواطن بدرجة وزير) لم يعد يعيش في الحكومات العربية؟
التلفزيون المصري أشعل الضوء الأخضر. وأعلنت إدارة المحطة تأليف لجنة طارئة لتقويم المسلسلات، وأشارت إلى أنها لن ترضخ لأي ضغوط يحاول أن يمارسها النجوم من أجل عرض مسلسلاتهم، وأن أي «فيتو إعلاني» لن يسمح باستبعاد رأي لجنة. همّ اللجان تقديم الجودة والمستوى الفني الراقي. على مأدبة رمضان، أطباق اجتماعية وكوميدية وتاريخية ودينية واستعراضية دسمة... هدفها إرضاء كل أذواق المشاهدين وإبعاد شبح الحرب عن مخيلتهم.
«المدينة العربية الفاضلة» آتية في رمضان لتهدئة روع المشاهدين العرب. محمد صبحي سيعدهم بغد مشرق، وسميرة أحمد ستنقذهم من الواقع المرير، وأشرف عبد الباقي سيعيد البريق الى عيون أطفالهم، وسهير البابلي ستعلّمهم حبّ الحياة، ووردة ستعيد إلى أذهانهم أغنيات الزمن الجميل.
أهلاً رمضان، ووداعاً أيتها الحرب!