نور خالد
لا يمكن للمطلّ على «الفضائية السورية» هذه الأيام، الّا أن يلحظ «حربها» المعلنة على المعادين للخطاب السوري في لبـــنان وخارجه.
لفترة طويلة من الزمن، غابت التلفزة السورية الفضائية عن الواقع السياسي العربي وأزماته، باستثناء المعالجات التقليدية في نشرات الأخبار وبعض البرامج النادرة التي تتخذ أجواؤها طابع الترويج للخطاب الرسمي، بعيداً من تعددية الآراء.
جدّدت الفضائية السورية إطلالتها منذ عام تقريباً، من دون أن يطال هذا التجديد عمق المتن الإعلامي. وكانت تتّبع سياسة «أذن من طين وأخرى من عجين» في مواجهة المنتقدين والمعادين، قبل أن «تهبّ» أحياناً لـــقذف الجميع بالحمم اللاهبة.
وخلال العدوان على لبنان، غيّرت الفضائية أجندتها قليلاً، من دون أن تقع أسيرة ارتباك الحماسة الانفعالية. وفي الوقت التي كانت الأصوات السورية الرسمية مقلّة في ظهورها على الشاشات الإخبارية العربية، أقله في الأيام الأولى للحرب، كان من الطبيعي أن يكون الصمت أثقل على الفضائية الرسمية في سوريا.
اليوم، وبعد انتهاء الحرب، «هبّت» الفضائية السورية مجنّدة شاشتها لاستعراض كل تصريح يصدر عن سياسي أو خبير أو صحافي أو مواطن عادي لبناني يؤكد على «متانة العلاقة بين سوريا ولبنان». صور أطفال لبنان، في مجازرهم، تحضر بقوة، وأكثر من أي وقت مضى، مترافقة مع كليبات ترويجية ضد نظرية «الشرق الأوسط الجديد».
وتبثّ القناة يومياً مسلسل يوسف شرف الدين الذي أنتج في دمشق قبل سنتين، باسم «زمن الأوغاد»، ويسلّط الضوء على قرية لبنانية تقاوم الغزاة الصهاينة، منذ الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 حتى الانسحاب.
شريط الأخبار في أسفل الشاشة لا يتوقف عن التذكير بمواقف سوريا الراسخة، وحربها ضد المعادين. وتبدو انتفاضة الفضائية السورية أخيراً، مطلوبة، وإن جاءت متأخرة بعض الشيء!