“آلاف الأعمال الفنية من رسوم وأطروحات وكتب ومخطوطات اندثرت بين ركام الأبنية المتساقطة في أماكن سكن الفنانين التشكيليين في الضاحية الجنوبية وبعض بلدات الجنوب” هذا بعض ما جاء في بيان جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت.الخسائر الثقافية التي سبّبها العدوان الاسرائيلي على لبنان لم تُخفَ على أحد، لكنها لم تنل الاهتمام الكافي. وقد شغلت المعالم التراثية اللبنانية المسؤولين اللبنانيين خلال العدوان، وسلم بعضها من القصف وتعرّض بعضها الآخر للتدمير، وخاصة في الجنوبإلا أن الأعمال الفنية لم ترد في حسابات وسائل الإعلام والمسؤولين السياسيين،إذ خفتت الأصوات المطالبة بحمايتها أو البحث عن سبل لإنقاذها. وقد جاء بيان الجمعية ليسلط الضوء عليها ويذكّر بأهمية هذه القضية. ولفت البيان إلى أن “آلة الدمار الاسرائيلية ــ الأميركية لم تستهدف المقاومة اللبنانية والجيش اللبناني والسكان المدنيين فحسب، بل طالت، على غرار سابقاتها عام 1982 تراثنا الوطني”.
الجمعية جدّدت إعلان تضامنها مع “الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة في وجه العدوان”، ودعت “الفنانين التشكيليين على اختلاف مواقعهم، للتعبير عن غضبهم واستنكارهم بكافة السبل والأوجه الفنية والثقافية”، وتوجيه النشاطات الفنية دعماً لإغاثة الشعب اللبناني، وأعلنت عن تنظيم لقاء تضامني غداً الأربعاء في الضاحية الجنوبية والتحضير لـ“معرض فوق الركام”.
وأعادت الجمعية التأكيد على المطالب المزمنة للفنانين “وعلى رأسها ضرورة إقامة متحف للفنون التشكيلية في لبنان من أجل الحفاظ على التراث الوطني، وتجنب فقدان الأعمال التراثية والفنية في ظروف الحرب كما في ظروف السلم”.