صفوح منجد
لم يكن جميل س. الشاب العشريني يعرف أن شروط الدخول إلى قصر العدل في طرابلس تمنعه من ارتداء ما يريد، فتوجّه إليه أخيراً مرتدياً “شورتاً وحذاءً منزلياً” فأوقفه الشرطي عند الباب ومنعه من الدخول.
جميل الذي كان في حاجة إلى إتمام معاملاته في أسرع وقت لم يستسلم، وطلب “حارس” لمحه عند الباب أن يبادله ثيابه لبعض الوقت ليتمكن من الدخول إلى القصر. وكان له ما أراد.
دخل جميل إلى القصر وألحّ على الموظف الموكل إتمام المعاملات بأن يساعده لتوقيع بعض الأوراق بسرعة، وراح يشدد في طلبه ولم يلتفت إلى شروح الموظف الذي قال له إن عليه الانتظار كي يـــوقع الأوراق عدة موظفين.
وكان جميل يرفض الاستماع إليه ويلح عليه بأن يقوم بما طلبه منه. وحين سأله الموظف، لماذا يريد إنهاء المعاملات بسرعة، شرح له قصته.
قال جميل: إن الحارس ينتظره ليستردّ ملابسه لأنه لا يرتاح إلى ارتداء الشورت لوقت طويل “فرقّ قلب الموظف” وسمح لجميل بالذهــــاب إلى المنــــزل لارتداء الثياب المناسبة.
وعاد جميل بعد ساعة وهو يطلق السّباب والشتائم، وعندما استفسر منه الموظف عن السبب، ردّ “الرجل الذي أعارني السروال والحذاء لم يعد في مكانه في الخارج، فقد أخذ ثيابي واعتقد أنها أفضل وأغلى مما أعارني إياه”.
زاد غضب جميل حين سئل عن السارق، فهو نسي ملامحه واعتقد أنه يعمل حارساً في قصر العدل وأنه سيجده فور خروجه منه، لكنــــه لا يعــــرف طـــــريقاً إليه، ويبدو أنه حريص جداً على الملابس التي ضاعت منه، ولم تعجبه ملابس الرجل الذي ادّعى أنه حارس.