strong>تعقد جوليا بطرس قبل ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً للإعلان عن “حدث فني مميز”. أية مفاجأة تخبئ لجمهورها؟ هل تؤدي أغنية مستوحاة من رسالة السيد حسن نصر الله إلى المقاومين؟جورج موسى

لم يفاجأ جمهور صاحبة “منرفض نحن نموت” بخبر تقديمها أغنية عن المقاومة اللبنانية. فهي، منذ بداياتها، حاضرة في جميع اللحظات الوطنية. واحتضنت بصوتها قضايا “الشعب العربي”، ووجع اللبنانيين ومآسي الفلسطينيين. كما أنها لم تخف يوماً موقفها السياسي، ولم “ترحم” الحكام العرب في تصريحاتها، منتقدةً صمتهم قبل سنوات في “ما عم بفهم عربي”.
خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وقفت جوليا بين الحشود، أطلقت صرخة عالية ضدّ مجازر إسرائيل وأعلنت تعاطفها مع المقاومة. وعلمت “الأخبار” أن جوليا كانت تراجع بدقة خلال الأسابيع الماضية خطابات الامين العام لـ “حزب الله”، خصوصاً الرسالة التي بثّها إلى المقاتلين في منتصف فترة العدوان، وأنها تعتزم تقديم أغنية مستوحاة من كلماتها، تتوجه من خلالها إلى جميع الانظمة العربية، لا الى الشارع اللبناني فحسب.
إذا أعلنت جوليا عن هذا المشروع بالذات، خلال المؤتمر الصحافي الذي تعقده اليوم، تكون المطربة اللبنانية قد تجاوزت تسجيل موقف، أو غناء قصيدة عادية. لتترجم ــ في هذه المرحلة المفصلية التي تعيشها المنطقة ــ موقفها العلني إلى عمل فني أُعدّ له بسرية تامة.
ويؤكد المؤتمر الصحافي الذي تعتمد عليه جوليا خصوصية مشروعها. فهي لم تعقد في السابق اي مؤتمرات او حفلات لتوقيع ألبوماتها. لكنها، هذه المرة، تنظم لقاء مع الصحافيين، الذي يعني أن ما تقدمه ليس عملاً “مناسباتياً” تطلّ فيه على الساحة الفنية، شأنها في ذلك شأن زملائها وزميلاتها في المهنة، بل انها تسعى الى ايصال رسالة فعلية تعلن تمايزها. وقد تنتهز الفرصة للرد على من يعدّ تبنّيها لموقف سياسي، مخاطرة في فقدان جزء من جمهورها. وسيشارك اليوم في المؤتمر الذي يعقد في “دار نقابة الصحافة” (الساعة 11)، شقيق جوليا وملحّن أغانيها، زياد بطرس، والشاعر اللبناني غسان مطر.
جوليا لم تعد مهتمة بالتسويق لنجوميتها، ولم تعد تعتني بالحملة الإعلانية لألبومها الصادر حديثاً عن “روتانا”: “حبيبي... تعودنا عليك”. وإن كان العمل الذي ضمّ تجارب موسيقية جديدة يستحق الانتشار والرعاية.
منذ بداية مسيرتها مع “غابت شمس الحق” قبل عشرين عاماً، حافظت المغنية اللبنانية على خط ملتزم تميز بأسلوب خاص في الكلمة واللحن والأداء من “نحن الثورة والغضب”، و“ربما تسلبني آخر شبر من ترابي” إلى “قاوم”، و“أنا بتنفس حرية”... كما غنّت جوليا في يوم التحرير عام 2000، وأهدت إلى الأسرى أغنية “من الأسر طلعوا”. قد تكون الأغنية الجديدة مجازفة، لكن ليس لـ “رسولة الأغنية الملتزمة التي تحمل في صوتها روح المقاومة وتخبئ في كلماتها عناوين غد مظلم”، كما وصفها احد الإعلاميين. هي لم تعر يوماً الشقّ التجاري أهميةً، بل بحثت دوماً عن أسلوب مختلف، وانتقت بعناية إطلالاتها الإعلامية وحفلاتها الغنائية.
من المتوقع أن يحمل عمل جوليا الجديد توقيع غسان مطر. وهو الشاعر اللبناني الملتزم القضايا الوطنية والعربية، وصاحب ديوان “عزف على قبر لارا” الذي أصدره بعد استشهاد ابنته خلال الحرب الأهلية، وكتب فيه: “وكم قلت لا، بلادي بلادي ولن أرحل...”.
ما هي حقيقة المشروع الذي ستفاجئنا به جوليا اليوم؟ وكيف اتُّفق على تفاصيله؟ وما الذي تريد الفنانة إيصاله من خلال عملها الجديد؟ ولمَ اختارت هذا التوقيت؟ واذا كانت مادة العمل هي رسالة حسن نصر الله، فماذا استوحى منها مطر وكيف؟ وماذا عن الصعاب التي واجهها زياد بطرس في التلحين؟ أسئلة كثيرة تنتظر أجوبتها في المؤتمر الذي يعقد هذا الصباح.