بيار أبي صعب
هذا المساء نمضي لمشاهدة فيلم جوسلين صعب الجديد، وقلبنا على يدنا...
ليس لأننا نخاف أن تصدمنا حكاية “دنيا”، وينهار أمامنا ديكور الحرية الكرتوني الذي يحيط بحفنة من النساء المحظوظات، فنعيد اكتشاف واقع المرأة المرّ...
ولا لأننا نخشى خدش المشاعر إذا قلنا بأن ختان البنات ممارسة همجيّة، وجريمة بشعة، لا علاقة لها بأي دين أو عقيدة...
ولا لأن مشاهدة حنان ترك مرّة أخيرة سافرة، سيجعلنا نشعر بغصّة عابرة. فالممثلة المميزة تحجّبت مباشرة بعد مشاركتها في بطولة الفيلم الذي أثار ضدّها حملة شرسة...
كل ما في الأمر أننا استعدنا ذلك الكمّ الهائل من النقاشات الصاخبة التي أثارها الفيلم لدى عرضه في القاهرة ــ بل حتى قبل بدء تصويره ــ فشعرنا بضيق مفاجئ. العمل الفني الذي تسبقه رائحة الفضيحة، تقوم بيننا وبينه علاقة اشكالية حكماً. عملية التلقّي دقيقة ومعقّدة، تستحيل مهمّة مضنية وشائكة حين تفقد “براءتها”.
بعد الضجّة التي أثارها فيلم “دنيا”، ندخل الصالة ونحن مطالبون بتحديد موقف مسبق. هل إن صاحبة “حياة معلّقة” متطفّلة على الواقع المصري حقاً؟ هل هي “خواجاية” تتعاطى مع قضايا الختان، وحرية المرأة، وحقها في العشق؟ وفي المقابل هل يحق لجماعة معينة أن تصدر حكم الاعدام على فنّان، فرد، لمجرد أنّه قارب منطقة محظورة في نظرها؟ قصة أسامة فوزي مخرج “بحبّ السيما”، مع بعض الجماعات القبطية، ما زالت في الاذهان.
سكوت. لقد بدأ العرض. بدأت المعركة.