علي سلمان
جلب الغائب، فكّ السحر، رد المسروق، حجز الشياطين، التوليف بين القلوب، السيطرة على النفس المنحرفة... كلها عناوين تدخل في صلب اختصاص الفلكي اللبناني أحمد سلمان (54 سنة) من بلدة شمسطار البقاعية. الكل يناديه بلقبه “أبو طعّان” وهو يزاول هذه المهنة منذ حوالى ربع قرن. ويزداد يوماً بعد يوم حباً لها. يسهر الليالي طلباً للعلى في “مهنته” ويتعمق في اختصاصه ليرتقي بمعرفته له، ويقول إنه “هبة من الله لخدمة البشر”.
كيف بدأ أبو طعّان حياته الفلكية؟ يتنهد تنهيدة طويلة قبل أن يجيب على السؤال الذي سمعه عشرات المرات، ويقول: “كنت منذ طفولتي أقرأ قصصاً وحكايات عن الجان، وأتحدّى بعض الرفاق بالدخول الى الأماكن التي يقولون إنها مسكونة (أي يسكنها الجان) ولم أكن أرى شيئاً من هذا القبيل، إلاّ أن هذه الحكايات والمغامرات رسخت في ذاكرتي وصممت على اكتشاف الحقيقة”.
بدأ أبو طعّان بحثه “عن الحقيقة” “بقراءة القرآن والأدعية والأذكار، فوجدت آيات كثيرة تدّل على عالم آخر من الجان، وسعيت أفتّش على طريق الوصول إليه، وقرأت لذلك كتباً كثيرة للعالم أحمد بن علي البوني منها: شمس المعارف الكبرى، وأصول الحكمة، و“الخاتم السليماني” للغزالي، وأخذت عنها طرق الرياضة والتصوّف والخلوات. ودرست في الإنجيل بعض العزائم السريانية والعبرانية، واتبعت الخلوات وإلباس الأجساد الآدمية (أي إدخال روح جديدة إليها) من خلال إدخال روح جديدة عليه، ثم وصلت الى مرحلة الكشف (أي معرفة ما في الذات) عن طريق قسم السليماني، وبحثت في الكواكب وساعاتها ومساراتها وصعودها وهبوطها، وانطلقت في مسيرة أعرف أنها شاقة ومضنية لكنها هادفة وممتعة”. “علم الحرف” هو العلم الذي يختصر علوم أبو طعّان الفلكية لأنه المفتاح لبقية العلوم، كما يقول، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكواكب وأوقاتها وأرصادها ولا حدود له كما يؤكد. ويعرّفه بأنه “طب حقيقي فيه علاجات وشفاءات عجز الطب الحديث عنها، وفيه من ناحية أخرى تعبّد وتقرّب من الله”.
يقول أبو طعان إنه يعالج “داء الانفصام في الشخصية، ومرض الأعصاب، وثقل الجسد، والجذام، والعقم ووجع الرأس، والتقيؤ، والنزيف، وكهرباء الرأس وكشف السحر على الجسد بواسطة تلاوة الآيات القرآنية والتوكيل بها بعد استخراج الحروف المستولية عليه، وأحرف الدليل للعقل الباطني، و العلاجات النفسية عن طريق التنويم المغناطيسي”.
يعتقد أبو طعّان بأن بينه وبين الجان “علاقة خاصة” ويقول إنه يشاهدها على شاكلة أنوار ويشعر بملامستها لجسده.
يؤكد “أبو طعان” أن عمله “ليس تجارة ونفاقاً بل عبادة وخدمة وأجر مع أجرة بسيطة..”. هو يدافع عن “علمه” وله إيمان راسخ بما يقوم به. لكن كثيرين لا يشاركونه إيمانه هذا. ويقول الدكتور وسام شرف الدين (أستاذ الرياضيات) إن العلم الروحاني ينقسم الى قسمين “الأول يتعلّق بالحسابات السحرية البحتة وانا لا أؤمن به، والثاني له علاقة بمسألة الاتصال بالعالم الآخر أي عالم “الجان” وأنا أؤمن به استناداً الى القرآن الكريم حيث نسبة الحقيقة فيه تبلغ 80 في المئة.
أما الدكتور محسن الموسوي أستاذ علم الاجتماع فيرى أن العلم الروحاني هو علم كبقية العلوم قائم بذاته وله حيثياته ويحمل في بعض جوانبه أموراً حقيقية يشير إليها علم الاجتماع، فيما هناك جوانب سلبية تستند الى الشعوذة والمتاجرة بعقول وأفكار الناس.