دمشق ــ خليل صويلح
تحتفظ كوليت خوري في أدراجها، بثلاثين رسالة من نزار قباني، كان قد أرسلها إليها بعد فراقهما، إثر قصة حب عاصفة جمعتهما في خمسينيات القرن الماضي. كادت هذه العلاقة أن تتكلّل بالزواج لولا المزاج المتقلب للشاعر الراحل. وكانت الروائية السورية أعلنت أكثر من مرة نيّتها نشر هذه الرسائل النادرة في كتاب، لكنها كانت فجأة تتراجع عن وعدها وتذهب إلى مشاريع أخرى.
في الندوة التكريمية التي أقيمت في دمشق أخيراً احتفاء بالذكرى الثامنة لرحيل نزار قباني، كانت صاحبة ديوان “عشرون عاماً” (1957) من الحضور الـــدائم في الصفوف الخلفية للــــقـــــاعة الـــــــتي شهدت انعقاد الندوات، من دون أن تشارك في فاعلياتها.
ويبدو أن عبير الذكريات أثار مشاعرها النائمة تجاه الشاعر الراحل وأحيا مشروعها القديم مجدداً، إذ أعلنت أنها بصدد نشر الرسائل وفق تسلسلها الزمني، وسوف ترفقها بـ16 رسالة كانت تبادلتها مع نزار قباني وقد حصلت عليها من ابنة الشاعر (هدباء قباني)، فور اتفاقها مع دار نشر تتبنّى المشروع. وقالت الكاتبة في دردشة على هامش الندوة إنها “المرأة الوحيدة التي أحبها نزار في حياته”.
واعترفت بأنها بادلته الحب بشغف “لكنني لم أستطع أن أتحمل بعض تصرفاته، لهذا هجرته وسافرت إلى أميركا، وسافر هو إلى الصين”. وأضافت: “أعتقد بأنني كنت فتاة أحلامه”.
وأوضحت كولــــيت خوري أن رسائـــــل نزار قــــباني إليها، كانــت تفصح عن إنسان عاطــــــفي ينــــضح بالحزن، و“لم يـــــكن يفــــهمه أحد سواي” وكانت سطوره “معرّشة ببخور الكلام”.
ومن المتوقع أن تثير هذه الرسائل فور نشرها عاصفة من الآراء، لا تقلّ شأناً عما أثارته الرواية الأولى للكاتبة “أيام معه” (1959)، إذ قيل حينذاك إن بطل الرواية الحقيقي هو نزار قباني وإن ما جاء في فصولها هو سيرة ذاتية للكاتبة.