فرح داغر
منذ بداية مشواره، دأب «المناضل» جاد شويري على التفتيش عمّا يجعل سيرته على كل لسان. عندما ذهب إلى باريس للدراسة، التحق بكلية الإخراج. ثم «احترف» الغناء، فالتأليف والتلحين والتمثيل. وها هو يطلّ فناناً شاملاً، ما لبث أن تحوّل «مكتشفاً للنجوم»... لكنّهم جميعاً (أي نجومه) كانوا مثل فقاعات الصـــابون الــــتي اختفت فور ظهورها.
وفيما كانت آلة الحرب تضرب لبنان، غادر شويري الى مصر استجابة لدعوة جمال مروان، منتج أعماله وصاحب شركة «ميلودي». أطلق هناك تصريحاً لإحدى الفضائيات، حظي باهتمام زوّار مواقع الانترنت، إذ أشار فيه إلى أنه يفضّل مشاهد العري على الموت، والقبلة على الدمار.
جاد شويري من أنصار شعار «مارسوا الحب لا الحرب». لكن شعاره الذي وظّف في إطار رديء، لا يحمل راية «الفن الهادف» أو «الفن الأصيل» أو «الفن للفن»، بل جاء تسويقاً لمتجر غير موجود. تظهر تينا من وراء القناع، ومريانا من وراء لافتة «ممنوع من الرقابة» مع شعار «بلاي بوي»، وماريا في مغطس الحليب... أما هو فوضع رقم هاتفه مع كلمة «كلّمني»، حتى يعرف من المشاهدين ردّ فعلهم تجاه إحدى أغنياته المصوّرة.
بعد الكلام جاء وقت العمل. خلال الحرب أيضاً، استأنف جاد «نضاله»، وصوّر كليباً راقصاً وصاخباً لأغنية «وريني». هذه المرة كانت هديته للفضائيات مغنية أردنية جديدة اسمها ملك الناصري. أما الأغنية فهي من كلمات هيثم شعبان، وألحان طوني أبي خليل، وتوزيع طلال قنطار. ومن يشاهد الكليب يعرف أن أكثر ما يصبو إليه شويري هو إظهار الجسد، على اعتبار أن العري ليس عيباً، فـ«العرب يختبئون في ثيابهم»، وهو يريد نزع هذه الثياب!
لن يكتفي شويري بهذا القدر، بل سيخرج بعد أيام أغنية للمغني إيوان تحمل عنوان «لبناني»، لكنّه لن يقدّم فيها مشاهد الحرب والدمار، بل صورة لبنان البلد الجميل. كما يطلّ هذا المساء على شاشة «ميلودي» موسيقى، في حوار طويل، فهل يطالعنا باكتشاف جديد؟