خالد صاغيّة
«إنّ الحرب الأخيرة التي حصلت هي حرب استباقية قامت بها إيران عبر النظام السوري وحزب الله من أجل تعطيل الملف النووي، وهم يرون في نظرية أخرى أنّ هذه الحرب قامت بها أميركا عبر إسرائيل من أجل ضرب المقاومة، وإذا نجحوا يكملون على إيران».
هذا الكلام للنائب وليد جنبلاط. ألقاه أمام مسؤولي المنظمات الشبابية لقوى 14 آذار.
ليس خافياً أنّ نظرية الحرب الأميركية ــ الإسرائيلية ليست حكراً على المقاومة ومناصريها. فهي صيغت وقُدّمت الدلائل عليها في الصحافة الغربية أولاً. لكنّ المسألة ليست هنا. والصراع ليس بين نظريّتين. ما تنبغي ملاحظته هو أنّ المقاومة تبنّت نظرية، وعملت بموجبها. خاضت الحرب. صمدت. منعت تفكيك حزبها. أدخلت إسرائيل في أزمة سياسية وعسكرية.
أمّا نظرية الحرب الإيرانية فمشكلتها أنّه لا مجال لصرفها. فما تعنيه حرفياً هو أنّ حزب الله يتلقّى الأوامر من إيران وسوريا، ومستعدّ لتدمير لبنان إرضاءً لهاتين الدولتين. يتكرّر هذا السيناريو على ألسنة سياسيين لبنانيين من دون الوصول إلى خلاصته المنطقية. فإذا كان مردّدو هذا القول مؤمنين به فعلاً، فعليهم القيام بالآتي: أولاً، أن يحوّلوا مطلب تغيير الحكومة مطلباً لهم. فلا يمكن أن تشارك في إدارة البلاد شلّة من الخونة. ثانياً، دعوة الحكومة الجديدة إلى اتّخاذ قرار بحلّ حزب الله. ثالثاً، وضع السيّد حسن نصر الله على لائحة المطلوبين للعدالة.
يجدر التأمّل في هذه النقاط، حتّى نستخلص البرنامج الذي يدعونا «البيك» إليه.