خالد صاغيّة
لندع الآراء السياسية جانباً، ولنطرح سؤالاً بسيطاً: بمَ يشعر المواطن اللبناني، أيّاً تكن توجّهاته، حين يستمع إلى السيّد نبيل دو فريج يردّ على السيّد حسن نصر الله؟ السؤال ليس هزلياً ولا قمعياً. ليس المقصود تنزيه السيّد نصر الله، ولا المقصود طبعاً التقليل من أهمية كلام النائب دو فريج.
وكي لا يحصل أي لبس، بالإمكان استبدال اسم النائب الكريم. فلنضع مكانه أيّاً من أسماء أبناء العائلات الـ«دو عريقة». تلك الأسماء التي لا يعرف المواطن عن أصحابها شيئاً. جلّ ما يعرفه هو أنّ أسماءهم وُضعت في ليلة ليلاء على لائحة انتخابية لا علاقة لهم بصوغ سياستها، أو بمناقشة مضمون هذه السياسة. جاء بهم «الأوتوكار» إلى المجلس النيابي، وكانت «التارتين» في انتظارهم.
لا بأس. قد يكون المرء اختار أن يكون نائباً لأسباب لا علاقة لها بالسياسة. قد لا يكون أصلاً من هواة الاهتمام بمشاكل الناس، أو بمتابعة الشأن السياسي، ناهيك عن الدخول في المتاهات التشريعية. لا بأس. قد يخطئ المرء. يقوده طموحه الجموح أحياناً إلى مواقع غير ملائمة. تبدأ الكارثة حين يستمرّ إطلاق العنان لهذا الطموح ولذاك الجموح. كأن يعود هؤلاء النواب بعد غيبوبة مديدة، ويطلّوا علينا، في ذروة الأوقات الحرجة، لإطلاق تصريحات ليست محرجة إلا لأصحابها.
لا علاقة لمضمون التصريحات بهذا النوع من الحرج. من حقّهم أن يقولوا ما يشاؤون. الحرج ناجم من «الأوتوكار»... من نسيان «التارتين» في البيت.