اشتهرت بلدة الخيام في العقد الماضي مركزاً لمعتقل ضخم استخدمه الاسرائيليون خلال احتلالهم جنوب لبنان، وسجنوا فيه أسرى لبنانيين، وبعد انسحاب الجيش الاسرائــــيلي من جــــنــوب لبنان، تحوّل المعتقل الى “متحف” يظهر اساليب الـــتــــعذيب والسجن التي كانـــت متبعة داخل جدرانه. هذه الجدران التي كان الفرنسيون اول من شيدها سنة 1930 واستعملوها مركزاً لجيوشهم بعدما حصّنوها بالخنادق والمطبّات المضادة للدبابات.
قليلون يعرفون تاريخ المبنى الذي صار من أشهر المعتقلات الاسرائيلية، لكن الذاكرة اللبنانية تحفظ قصة الأسرى اللبنانيين الذين أمضوا سنوات طويلة ومريرة جداً خلف جدرانه.
وكان اسم المعتقل يتردد في نشرات الأخبار يومياً تقريباً.
المعتقل الذي صار متحفاً، والمستشفى البريطاني والمعالم الأخرى في بلدة الخيام، تعدّ المواقع الوحيدة في لبنان العائدة الى فترة الحرب العالمية الثانية.
وهي لم تكن قد صنفتها المديرية العامة للآثار مواقع اثرية ــ للتاريخ المعاصر ــ ولم تصنفها أيضاً مواقع تراثية عائدة لفترة الانتداب على لبنان، الأمر الذي يقلّل من “اهميتها” على صعيد تاريخ الوطن ويجعل مطالبة دولة إسرائيل بالتعويض عن الاضرار مهمة صعبة.