محمد خير
لم يفاجأ جمهور ليلى علوي بخبر مشاركتها في الـ23 من الشهر الجاري في مهرجان «أيام بيروت السينمائية». فالنجمة المصرية التي بادرت الى طلب المشاركة في «الأيام»،على أن تتحمّل أعباء الرحلة بمفردها، تضامناً مع فناني لبنان ودعماً لبيروت، رسمت خلال مشوارها الذي بدأ منذ 27 عاماً، خطاً فنياً مختلفاً غلب عليه الاختيار المتقن للأدوار والمواضيع.
لا تشبه ليلى علوي نجمات مصر في مطلع الألفية الثالثة، ولا تنتمي إليهن. عندما تسمع اسمها لا تفكر في قضايا مثل الحجاب أو غيره، ولا تتساءل إن كانت مسلمة أو مسيحية. كما لا يخطر في بالك أنها قد تكون رفضت قبلة كان يتطلبها هذا المشهد أو ذاك... تسمح لك ليلى علوي فقط بأن تحاسبها على خلفية فنية لا غير، منذ أول أفلامها «البؤساء» لعاطف سالم (1979) وصولاً إلى «ألوان السما السبعة» الذي بدأ تصويره أول من أمس مع المخرج سعد هنداويفي نهاية الثمانينيّات من القرن المنصرم، بلغت ليلى علوي (44 عاماً) ذروة نجوميتها. وكرّسها فيلم «المغتصبون» للمخرج سعيد مرزوق (1989)، نجمة شباك التذاكر للمرة الأولى. لكن، لسوء حظها، بدأ في تلك الفترة الانهيار الكبير لصناعة السينما المصرية. انهيار اكتمل مع حرب الخليج الثانية (1991)، أي بعد عام من تقديمها بطولة فيلمين على التوالي للمخرج شريف عرفة «سمع هس» و«يا مهلبية يا».
رأى النقاد أن الفيلم الأول مثّل تجربة سينمائية هامة، إلا أن الفشل الذريع في تحقيق الإيرادات فرّق الفريق، فاتجه عرفة للعمل مع عادل إمام، وعملت علوي مع مخرج أكثر نجاحاً وقتئذ هو محمد النجار في فيلم «الهجامة» (1992). على الرغم من ذلك، بدت ليلى علوي قادرة على الاحتفاظ بمسار مستقل بعيداً من كبوات السينما. عثرت على منتجين لأفلامها حتى في أحلك سنوات السينما، بل قدمت فيلمين في سنة واحدة «إشارة مرور»، و«يا دنيا يا غرامي» عام 1996.
وفي ظل اندلاع موجة الكوميديا النظيفة أواخر التسعينيات، حرصت ليلى على النوعية في أدوارها، فقدمت «المصير» (1997)، و«تفاحة» و«ست الستات» (1998). وتحملت الدعاوى القضائية في فيلمها الإشكالي «بحب السيما» للمخرج أسامة فوزي عام 2003، وصولاً إلى «حب البنات» (2004). 73 فيلماً سينمائياً صنعت لليلى علوي مكانتها الخاصة لدى الجمهور والنقاد معاً. سجلت لها الشاشة الكبيرة أدواراً متميزة في «خرج ولم يعد»، و«الأقزام قادمون» و«غرام الأفاعي» و«اضحك تطلع الصورة حلوة» وغيرها، لذا لم يكن غريباً أن تحصل على أعلى نسب مشاهدة في أدوارها التلفزيونية القليلة مثل «التوأم»، «بنت من شبرا» و«حديث الصباح والمساء»، «تعال نحلم ببكرا». وهي تطل في رمضان المقبل في مسلسل «نور الصباح».
ليلى علوي في بيروت. زيارتها أكثر من حدث فنّي يؤكد انبعاث المدينة مع “أيامها السينمائية”، وأكثر من فعل تعاطف أو تضامن سياسي... إنّها ببساطة تواصل مع فصل جميل من فصول السينما المصرية خلال العقدين الأخيرين!