li>الرواية الملعونة هدية لصاحبها في عيده الخامس والتسعين
  • كان لا بدّ من رحيل
    عـمـيـد الـرواية العربية كي يتم الافراج أخيراً عن رواية «أولاد حارتنا» التي عاشت نصف قرن من الصخب، وبقي صاحبها حـتـى الـرمق الأخـيـر يشترط لنشرها موافقة الأزهر.

    القاهرة ــ محمد شعير

    أخيراً ستصدر رواية “أولاد حارتنا” في مصر، بعد منع قارب نصف قرن، منذ نشرها للمرة الأولى في جريدة الأهرام عام 1959! وأعلنت دار الشروق عن نشر أعـــــمال عــــمــــيد الروايــة العربية نجيب محفوظ ومن بينها “أولاد حارتنا” الأكثر إثارة للجدل في الـــــثقافة العربية.
    وتولّى الفنان حلمي التوني إعداد غلاف خاص بالطبعة المـــصرية الأولى لــــلرواية التي سبق أن صدرت في بيروت عن “دار الآداب”.
    وموعد القراء في كانون الأول المقبل مع ثمانية مجلدات تتضمن الأعمال الكاملة لمحفوظ على هامش المؤتمر الدولي الذي سيقام في عيد ميلاد صاحب “الثلاثية” الخامس والتسعين، وينظمه المجلس الأعلى للثقافة ودار الشروق واتحاد كتّاب مصروسيحضر المؤتمر بعض أبرز الكتــــّاب الحاصلين على نوبل في العالم، من أمثال غابرييل غارسيا ماركيز وخــــوسيه ســــاراماغو وآخرين!
    واعتبر الكاتب المسرحي محمد سلماوي أن العقبة الوحيدة لإصدار الرواية داخل مصر كانت نجيب محفوظ نفسه، إذ أصر ربط الإفساح عنها بموافقة الأزهر.
    وبرحيله لم يعد هناك مبرر للمنع. وكان عدد من قياديي جماعة الإخوان المسلمين قد شارك في تشييع محفوظ، وأعلن عبد المنعم أبو الفتوح أحد قياديي الإخوان أن الجماعة لا تمانع على الإطلاق نشر الرواية. وفسر بعضهم مشاركة القيادات الدينية في مصر (شيخ الأزهر والمفتي ووزير الأوقاف) بعدم الممانعة لنشر الرواية التي تحظى أيضاً باهتمام رسمي. حتى إن جريدة “روز اليوسف” القريبة من الحزب الحاكم اعتبرت أن أفضل تكريم لمحفوظ بعد وفاته هو إصدار روايته المحظورة.
    وكان وحيد حامد قد زار نجيب محفوظ قبل أيام من دخوله المستشفى للاتفاق معه على تحويل “أولاد حارتنا” إلى فيلم سينمائي، في إنتاج ضخم، وعرض كاتب السيناريو المعروف شراء حقوق الرواية للشاشة بمليون جنيه (175 ألف دولار)، لكن محفوظ أجّل مناقشة العرض. ومن المتوقع أن يتقدم حامد بالعرض مرة أخرى إلى ورثة الكاتب الكبير خلال أيام!
    ووافق وزير الثقافة المصري فاروق حسني على استملاك الدولة مبنى وكالة جمال الدين أبو الدهب الأثرية في منطقة الجمالية في الأزهر، التي شهدت مولد نجيب محفوظ، لتحويلها متحفاً خاصاً بالأديب الكبير. وستنقل متعلقاته الشخصية ومخطوطاته ورسائله الشخصية الى الموقع، على أن يضم المتحف مركز دراسات، ومكتبة تضم أعماله فى طبعاتها المختلفة، وكل ما كُتب عنه من دراسات، ومكتبة سينمائية تتضمن كل الأفلام المأخوذة عن أعماله. ومن المتوقع أن يصدر المتحف الجديد دورية تتضمن دراسات عن صاحب الثلاثية، وعن فن الرواية. وكان المسرحي محمد سلماوي أول المتبرعين للمتحف بعصا نجيب محفوظ التي أهداها له بعد حصوله على نوبل، وتبرع بمجموعة نادرة من الصور للأديب الراحل.