جورج موسى
ينتظر أهل الصحافة بفارغ الصبر عودة النشاط الفني إلى العاصمة بيروت التي تحوّلت منذ سنوات إلى استوديو يعجّ بالمواهب الفنية ويضخّ وقوداً أساسياً إلى عالم التسلية في الشرق الأوسط... إلا أن مدينة “الزمن الضائع” باتت قادرة على الانبعاث سريعاً “من تحت الرماد”... مهرجانات السينما أشعلت الضوء الأخضر، وتلفزيون “نيو تي في” يقيم مساء الثلاثاء عشاء للصحافيين، و “ام بي سي” تحتفل في استوديوهاتها في بيروت يوم الاثنين بعيد ميلادها الـ15، ونيكولا جبران يقيم قريباً عرضاً للأزياء، تحضره نجمات الغناء في الوطن العربي.
بيروت تحاول النهوض. أهلها يحبون الحياة، ومؤسساتها الترفيهية ستعيد إلى المدينة الدور الذي أدته سابقاً.
ووسط ورشة الإعمار، أعلنت “أل بي سي” عن مفاجأتها الكبرى: عودة “يا ليل يا عين” إلى الشاشة. البرنامج الذي بدأ تصويره قبل الحرب، عاد إلينا سريعاً بعد الأيام الأولى من بدء إزالة آثار العدوان... وجوه سعيدة تتراقص على الشاشة، وحسناوات يسلّطن الأضواء من جديد على “كباريه الشرق”... أمل حجازي، نانسي عجرم، نوال الزغبي، وغيرهن سيقدمن أمسيات لن تنسى، وسيُعدن حتماً الزوار إلى “بلد العيد”.
في كواليس الإعلام، يدور حديث عن ضرورة إعادة الترفيه والتسلية إلى قلب مشاهد لم يعد قادراً على متابعة مجريات الواقع. أما القنوات التلفزيونية فوجهت نداءً عاجلاً إلى صنّاع برامج المنوعات كي يبذلوا كل الجهود الممكنة لنقل المشاهد إلى عالم خيالي قوامه الأحلام والسعادة والفرح.
وها هي “برامج الفرح” آتية لتهدئة أعصاب المشاهدين العرب. شتاء هادئ سيقضيه هؤلاء مع “يا ليل يا عين”، ثم “ستار أكاديمي” و «سوبر ستار»...
يتحدث متابعو الوسط الفني عن استعداد بعض القنوات اللبنانية لنقل جزء من إنتاجها إلى دول عربية أخرى، ويتخوّف معظمهم من انتقال الصخب من بيروت إلى القاهرة ودبي... وقد يذهب بعض هؤلاء إلى الخوف على العاصمة اللبنانية من أن تخسر وهجاً يليق بها. لكن كل هؤلاء نسوا حقيقة بسيطة: أن “برامج الفرح” لا تنجح إلا في بيروت!