خالد صاغيّة
كانت طاولة الحوار التي ضمّت ركّاب «الصف الأوّل» قد وفّرت عدداً من المشاهد الكوميدية. لكن يتبيّن الآن أنّ ركّاب «الصف الثاني» أكثر فكاهة بما لا يقاس. فمنذ تلقّيهم «أمر اليوم»، والعرض الكوميديّ متواصل.
في سياق هذا العرض، تندرج الاندفاعة المبالغ بها للنائب مصطفى علّوش. فقادته حماسته إلى إلقاء محاضرة اضطرّ بعدها إلى إصدار كمّ من التوضيحات، قد تكون أطول من المحاضرة نفسها. فنبّه إلى أنّ ما نُقل عن لسانه إنّما جاء «في سياق شرح نظري»، لا «لوصف حزب الله بالذات». وأنّ ما قصده هو «شرح البيانات التأسيسية لحزب الله عام 1985» التي تخلّى عنها الحزب لاحقاً. وأنّه كان يعبّر عن «رأي المجتمع الدولي»، لا عن رأيه هو. يتحرّق قارئ هذه التوضيحات شوقاً للاطّلاع على مضمون المحاضرة. فالعبقرية وحدها تمكّن نائباً من إلقاء «محاضرة سياسية» من دون الحديث عن «حزب الله بالذات»، ومن دون أن يطال حديثه المرحلة الراهنة، ومن دون أن يدلي برأيه الخاص.
النائب محمّد الحجّار، حذا حذو زميله في «كتلة المستقبل» السيّد علّوش. لكن بدلاً من «الشرح النظري»، قام بتمرين عملي على استخدام المنطق. فأبدى امتعاضه من لغة التخوين. وردّ الامتعاض إلى أنّ «الاستمرار في إشاعة السلوك التخويني يخدم المصلحة المشتركة للنظام السوري وإسرائيل». من حيث لا يدري، ابتدع حجّار نظرية يمكن تسميتها «تخوين السلوك التخويني».
برافو. فمن قال إنّ حداثة النعمة لا تقود إلى العبقريّة؟