جورج موسى
راهن “تلفزيون الشرق الأوسط”، منذ انطلاقته، على كسب ثقة المشاهد عبر تقديم توليفة برامج مختلفة شكلاً ومضموناً. وها هي فضائية «أم بي سي» تطفئ شمعتها 15، وقد حققت الى حد بعيد أهداف البدايات وطموحاتها. “أم بي سي” مهّدت الطريق لانتشار الفضائيات العربية، لكنها لم تنجح في عالم الاستعراض الذي بقي علامة فارقة في مسيرة الـ“إل بي سي”. وأمام القيود المرتبطة بطبيعة تكوينها، اختارت سلاحاً أكثر فعالية هو “المضمون”. وفي معرض بحثها عن وسائل التوغّل في شؤون الحياة وشجونها، مدت القناة جسور التواصل مع جميع أفراد الأسرة من خلال برامج تتناول المجتمع والسياسة والمرأة والفن واهتمامات الشباب، علماً أن مستوى الطرح وطريقة التحليل اختلفا من برنامج الى آخر: “على مسؤوليتي”، و“الليلة مع معتز”، و“اليوم السابع”، و“آدم” و“يلا شباب” وCBM و“كلام نواعم”... من خلال هذه البرامج، صنعت “أم بي سي”، على عكس قنوات أخرى، نجوماً، من بينهم: رزان مغربي، وجورج قرداحي...
بعيداً من تجربة نيكول تنوري مع “حكايتي” التي لم تعمّر طويلاً، لم توفق المحطة حتى اليوم في منافسة البرامج السياسية التي تقدمت على محطات أخرى، لكنها كانت أول من أخرج نشرة الأخبار من الرتابة وقدمتها في شكل جديد...
ومع تلفزيون الواقع لم تكن التجربة ناجحة: أوقف “بيغ براذر” بعد أيام من بدء عرضه، ولم يحقق “من جديد” نسبة المشاهدة المرجوة. على الصعيد الفني، لم تكتشف المحطة نجوماً، فمرّ “ستار سيرتش” مرور الكرام، ونال “البحث عن العندليب” حصة كبيرة من النقد، فيما قدّم “دندنة” امتحاناً حقيقياً للفنان وحقق نسبة مشاهدة عالية. وفي عالم التسلية، سجلت المحطة حضوراً لافتاً مع “من سيربح المليون”. وكانت المحطة سبّاقة في مجال الدراما، إذ حصلت على حقوق العرض الحصري لأبرز المسلسلات من مصر وسوريا والخليج. وهي اليوم تدخل مضمار الإنتاج الدرامي مع مسلسل “العندليب”.
أما عندما كانت تحاول «أم بي سي» التحرك خارج قيود المجتمع، كانت تصطدم بالعراقيل، ولعل توقف عرض «الطريق إلى كابول» و«بيغ براذر» خير دليل على ذلك.