عمان - محمد فرحان
أهل الفن والأدب والإعلام في الأردن استبشروا خيراً بالخطط التي وضعتها مؤسسات ثقافية في عمّان لإعادة تأهيل منطقة الساحة الهاشمية وسط العاصمة وإحيائها. وكان هؤلاء قد طالبوا وزارة الثقافة بتفعيل دور المنطقة العريقة المهملة. طالبوا بتحريك المشهد الثقافي الغارق في سبات عميق معظم أيام السنة... إلى أن قررت مؤسسة “امانة عمان” أخيراً، بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي في الأردن، إقامة “مهرجان عمان لفنون الشارع” الذي اختتم فعالياته قبل أيام، وشاركت فيه فرق محلية وأجنبية. بالقرب من جدار مسرح “الاوديون التاريخي”، تجمّع السياح وسكان المنطقة لمتابعة العروض البهلوانية والفقرات الاستعراضية والأمسيات الموسيقية. وأبدى هؤلاء سعادتهم بوجود متنفس للقطاعات الشعبية الأقل حظاً، وفرصة للتعرف الى ثقافات الشعوب الأخرى وفنونها.
وتراهن كارين لوبريم، المساعدة الثقافية في المركز الثقافي الفرنسي، على تأثير المهرجان في المشهد الثقافي الأردني، مضيفة: “في فعاليات مماثلة، تتحرر الفرق الفنية والجمهور من ضيق المسارح ومساحاتها المحدودة وارتفاع تكاليف اقامة الانشطة فيها. هذه هي المرة الأولى التي يتعرّف فيها جمهور الأردن الى أنشطة تنطلق من الشارع وتتوجه الى كل الناس من دون تمييز”.
وتؤكد أن المهرجان سيقام سنوياً في عمّان، مشيرة إلى إمكان مشاركة فرق عربية من مصر والسودان وسوريا في الدورات المقبلة. ولا تخفي لوبريم إعجابها بالجمهور الأردني الذي تفاعل مع أمسيات المهرجان، “رغم أن المنطقة عاشت القلق بسبب حادثة الاعتداء على سياح اجانب، أضفى تجمع السياح والأردنيين في المنطقة جواً من الفرح، وهذا يعكس مدى عشق أهل هذا البلد للحياة”.
وقدمت فرقة “سوبانا” الفرنسية عرضاً ارتجالياً، استوحته من الصرح التاريخي (شارع الاعمدة امام المدرج الروماني الكبير) تفاعل معه الحضور الذي غلب عليه ابناء الجالية العراقية. وكانت الساحة قد مثّلت طيلة السنوات الأخيرة، ملتقى لهؤلاء لتبادل اخبارهم في الغربة. وسجلت العروض حضوراً لافتاً للسياح القادمين من الدول الاسكندنافية وشرق آسيا.