صنعاء - أبو بكر عباد
بأسلوب كوميدي لاذع، وبخصوصية يمـــــنية زادت من سخـــــونتها الانتخابات الرئاسية في البلاد، سرق الفنان اليمني الســـــاخر فهد القرني الأضواء من مرشحي الرئاسة الخمسة.
طرح المغني في الأسواق مجموعة أغان ينتقد فيها نظام الحكم في البلاد. لكن النقد المباشر الذي ضمّه العمل، والسخرية من الرئيس اليمني بعدما أدخل صوته (متحدثاً في أحد خطاباته) في مقاطع من الاغاني، أدرجا القرني ضمن قائمة “الممنوعات”. وسحب رجال الأمن الألبومات من السوق، ولاحقوا كل من باعها أو حاول سماعها، فوجدت طريقها الى “السوق السوداء”.
وفيما وصلت قيمة الشريط الواحد للـ “القرني” إلى 700 ريال يمني، أي ما يعادل 5 دولارات (ضعفا ثمن أي شريط في السوق)، أنزل الحزب الحاكم اكثر من اربعين شريطاً ترويجياً، يوزع مجاناً. إلا أن ألبومات الحكومة لم تحقق أي نجاح، فيما باع الألبوم الأول للقرني “غريم الشعب” الذي صدر مع بدء الحملات الانتخابية، أكثر من 400 ألف نسخة أصلية، هذا عدا النسخ المزوّرة.
ووصل نجاح أغنيات القرني إلى المراكز الأكاديمية. وأعدّ الدكتور فؤاد الصلاحي، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، تقريراً شرح فيه سبب الرواج الكبير لمثل هذه الألبومات. ورأى أن شهرة هذا النوع من الأغاني تعود إلى الثقافة الشفهية التي تؤثر في المواطن الأمي البسيط، “خصوصاً أنها سهلة التداول على عكس الثقافة المكتوبة”. وأشار الصلاحي إلى أن هذا الحراك الفني ليس سوى ظاهرة صحية تساعد على توسيع فضاءات الحرية في اليمن.
يذكر أن القرني الذي اعتقل أكثر من مرة، هو اليوم بعيد عن الأنظار، بعدما هدده قياديو الحزب الحاكم، جرّاء رفضه أن ينتجوا له شريطاً لمرشحهم مقابل مبالغ مالية ضخمة.