strong>وصلت الخلافات بين شيرين ونصر محروس إلى حد منعها من الغناء في مصر. من بيروت تشنّ المغنية الشابة هجوماً على منتجها، وعلى نقابة الموسيقيين التي «أطلقت عليها حكم الإعدام».

جورج موسى

تستقبلك شيرين بابتسامة شاحبة. تحاول أن تبدو هادئة، لكن الارتباك الذي يظهر في عينيها سرعان ما يفضح التوتر الذي يقض مضجعها منذ مدة. تستدرك الموقف، وتقول: «لست محبطة لكنني متعبة». لم تفاجأ المطربة المصرية بموقف نصر محروس ضدّها، «مشاكلنا ليست جديدة». إلا أنها تبدي استياءها من نقابة الموسيقيين التي أصدرت قراراً بمنعها من الغناء في مصر.
لماذا وصلت الخلافات بين الطرفين إلى المحكمة؟ وهل حقاً ضربت شيرين عرض الحائط بجميع العقود الموقعة بين الطرفين؟ «عندما قبلت في البداية توقيع عقد احتكاري مع نصر محروس كنت شخصاً ضعيفاً، يحاول التمسّك بأي فرصة قد تساعده على الظهور، لكنه لم يراعِ لاحقاً المرتبة التي بلغتها. هل تعرف أنني أتقاضى مبلغاً رمزياً مقابل وضع صوتي على أغنيات ألبوماتي؟ أنا متعبة، لأنني قادرة على تقاضي مليون دولار من شركة إنتاج أخرى، لكنني آثرت البقاء مع نصر محروس مقابل 85 ألف دولار فقط عن كل ألبوم... لماذا إذاً لا يترك لي مردود الحفلات التي أقيمها؟ هو أجبرني، تحت الضغط، على توقيع عقد يقضي باجتزاء ما نسبته 25 في المئة من مردود الحفلات. حينئذ كان يريد وضع ألبوم «جرح تاني» في الثلاجة، ورفض أن يبصر النور قبل أن أوقع عقد الحفلات. وعندما نشأ الخلاف ثانية قبل صدور ألبوم «لازم أعيش»، جلسنا معاً واتفقنا على أن يعود مردود الحفلات إليّ وحدي، شرط أن أساهم في تكاليف الكليبات التي أصورها. ودفعت 45 ألف دولار في كليبي «لازم أعيش» و«ما فيش مرة»، والتزم هو قرار الحفلات. لكنه سرعان ما غيّر رأيه، ولم أعرف السبب حتّى الآن.
وتتابع شيرين: «طوال فترة الصيف، لم يبذل أي مجهود لإقامة حفلات، فهو ليس جيجي لامارا المتفرّغ كلياً لنانسي. نشاطاته موزعة بيني وبين تامر حسني وبهاء سلطان وآخرين... كان يتفق معي على شيء، ثم ينفذ شيئاً آخر. ثانياً، هل تعلم أنه أرسل إنذاراً قانونياً إلى منزلي، يطالبني فيه بوجوب الذهاب إلى الاستديو؟ كيف يفعل ذلك، هل يظنّ أنه زوجي ليطلبني إلى بيت الطاعة؟ لن أذهب إلى الاستديو تحت الضغط، حتى لو متّ من الجوع».
وتتابع بصوت عال: «يقول أيضاً إنني لعبت دوراً في دخول تامر حسني السجن؟ لماذا أقدم على شيء كهذا. ماذا فعل تامر حسني حتى أؤذيه؟ هو ينفق على عائلته كما أساعد أنا عائلتي... عندما كان نصر محروس في بيروت، خلال فترة الحرب، اتصلت به بغية الاطمئنان إليه، وبقينا ساعات نتحدث على الهاتف، وما إن وصل إلى القاهرة حتى أرسل إلي إنذاراً. دمّر كل علاقات الصداقة التي كانت تجمع بيننا. وإن كان لا يعرف كيف يتعامل مع الفنانين فليبحث عن عمل آخر! خسر محمد فؤاد ومحمد منير بسبب المال، علماً أن شركته (فري ميوزيك) تجني أرباحاً كثيرة، وهي الأكثر مبيعاً في سوق الكاسيت. مع ذلك، تراه لا يقوم بأي دعاية أو ينتج ثلاثة كليبات لفنانيه، كما تفعل شركة (روتانا)”. ونفت شيرين شائعة توقيع عقد مع شركة (روتانا)، «هي شركة محترمة لكنني لم أقرر حتى اليوم إلى أن أذهب».
هل العودة إلى نصر محروس ممكنة؟ تجيب بانفعال: “قد أقبل لكن عليه أولاً أن يتلف كل ورقة قانونية وقّعتها له في السابق. علينا أن نعيد بناء علاقتنا وفق شروط عادلة للطرفين. اسمي لم يعد صغيراً، عليه أن يعرف أن عقده معي لم يكن يوماً عادلاً. وأنا أتحدى أي صحافي، إن قرأ العقد، أن يراه عادلاً”.
وماذا عن المشاريع المؤجلة؟ تجيب شيرين متنهدة: “عندي جولة في أميركا وعقود أخرى، إما أن يذهب هو ليغني عنّي أو يدفع الشروط الجزائية جراء إخلال العقود. لم أعد قادرة على تحمل كل هذه الضغوط: أشاهد على شاشة (روتانا) فنانات أقل موهبة يصدرن كل شهر ونصف شهر كليباً جديداً، وأنا أحلم بالتعاون مع ليلى كنعان ونادين لبكي وشريف صبري وسعيد المارووق. أتحرك في دائرة صغيرة جداً. هل تعلم أن شركة (بيبسي) طلبت تصوير إعلان معي، لكننا لم نصل إلى حلّ بسبب نصر محروس؟ حتى في السينما وقف حاجزاً أمام ظهوري مجدداً على الشاشة”. وتكمل حديثها بصوت منخفض: “أحس بالاختناق، لم أعد قادرة على التنفس. أملك طاقة كبيرة، لكنني لا أستطيع إظهارها\”.
خلافات شيرين لم تنته عند نصر محروس، فالشاعر أمير طعيمة اتهمها بتسريب أغنية “مش حفضل كده على طول” التي أعدها لألبومها المقبل. أما هي فتملك وجهة نظر أخرى: “أخذ مني 30 ألف جنيه مصري مقابل الأغنية، فيما تقاضى من غيري 15 ألف فقط. لم أسرّب الأغنية، لو أردت ذلك لكنت أديتها في صورة أفضل، وخصوصاً أن النسخة المنتشرة اليوم في الأسواق ليست جيدة من الناحية الفنية”.
مشاكل شيرين لا تقتصر على الفن، بل وصلت الى حياتها الخاصة. فما إن ترتبط بعلاقة عاطفية مع فارس أحلام، حتى تبحث عن أسرع مخرج! أخيراً أعلنت فسخ خطوبتها من رجل الأعمال الليبي أحمد غزالي. اليوم، لا تبدو شيرين متحمسة للحب: “أحلم بالارتباط بشخص يبقى كبيراً في نظري كل الوقت”.
في نهاية حوارنا لم يفت شيرين أن تعبّر عن امتنانها للصحافة المصرية التي “دعمتني للمرة الأولى”. وبما أنها تستعد لجلسة جديدة، أقرّتها النقابة، لمتابعة تفاصيل القضية... فهي لم تجد ضيراً من «توجيه نداء الى الشارع المصري كي يساندني في محنتي”.


وددت تقبيل الأرض في مطار بيروت
زارت شيرين بيروت لمدة أسبوع لإجراء جلسات تصوير. والصور الجديدة ستستعين بها في الحملة الصحافية التي أرادت أن تشنهّا ضد من يحاربها: «أريدها صوراً سعيدة لأنني متفائلة وسأحارب حتى النفس الأخير».
وماذا عن بيروت؟ تقول شيرين:“ أنا فرحة جداً لأنني عدت إلى هذه المدينة. عندما وصلت إلى المطار وددت تقبيل الأرض. كنت أخشى مشاهدة الدمار في المناطق التي زرتها وأحبها. لكن بيروت قوية، وشعبها علّم العالم العربي كله، دروساً في القوة والصمود، والكرامة... أنتم حاربتم إسرائيل ورفعتم كرامة العرب عالياً».
شيرين ترجمت حبها لبيروت بأغنية «لبنان في القلب»، التي قالت فيها «العين في العين والبادي أظلم». لم أكن أطيّب خاطر أحد، لكنني قلت إن المصيبة وقعت وعلينا الدفاع عن بلدنا... لم أكن أريد الاستعراض، لذا وصلت الأغنية إلى شعب لبنان لأنني كنت أبحث بجهد عن كلمات قد تمدهم بالقوة في هذا الظرف العصيب».
شيرين تطلّ أيضاً في أوبريت «الضمير العربي»، وترى أنها: “ليست كالحلم العربي، لكن طارق أبو جودة بذل مجهوداً كبيراً كي تخرج الأغنية في أحسن صورة ممكنة. حسبي أن أغني لبنان مع زملاء أحبهم. هم أيضاً يحبونني، ربما لأنني خارج المنافسة».
أما بالنسبة إلى ألبومها الجديد، فهي تنتظر نهاية المعارك القضائية حتى يبصر النور. وتوضح: «ألبومي جاهز يتضمن عشر أغنيات، لكن نصر محروس يملك ثلاثاً منها». ويتضمن العمل أغنيات لرياض الهمشري ووليد سعد وسمير صفير، كما تتعاون قريباً مع مروان خوري في أغنية لبنانية.
شيرين التي تطل في رمضان عبر أغنية مسلسل «كشكول لكل مواطن»، أعربت عن إعجابها بأغنيات أصالة الجديدة. كما أشارت إلى أنها تحب أصوات سميرة سعيد، وعمرو دياب، وفضل شاكر، وجورج وسوف، وصابر الرباعي، ومروان خوري، ولؤي، ورامي صبري.