حوراء حوماني

لماذا عاد دريد لحام إلى الشاشة الصغيرة؟ ماذا يريد أن يقول في برنامجه الجديد «هلّ الهلال» الذي يبدأ عرضه الليلة على «المنار»؟ وماذا عن السينما والتلفزيون وخشبة المسرح التي هجرها منذ زمن؟
يعود دريد لحام هذا المساء إلى الشاشة الصغيرة، لكنه لن يطلّ في شخصية «ابو الهنا» أو «غوار». سيكون دريد لحام الذي يعبّر عن آرائه «في شكل مباشر وصريح من دون اللجوء إلى خدع درامية»، كما يقول. برنامجه “هلّ الهلال” الذي يعرض مساء كل ثلاثاء وخميس عند التاسعة والنصف بتوقيت بيروت على شاشة «المنار»، سيتناول مخلفات الحرب على لبنان، مستنداً إلى تجارب حقيقية، ويستضيف وجوهاً سياسية وثقافية واجتماعية.
في لقائه مع «الأخبار» تحدث لحام عن مشاريعه المستقبلية، رأيه في الانتاج التلفزيوني، دور المسرح، تجاربه السينمائية ونظرته الى العدوان الأخير على لبنان.
في البداية، يصف «غوار الطوشي» مسلسلات شهر رمضان بـ«المذبحة التجارية الدرامية». ويرى وجوب توزيع الانتاج على شهور السنة، «مع إعطاء خصوصية للشهر الكريم»، بعيداً من تجييره للمنافع المادية والتسلية فقط، وهو كثيراً ما يشاهد هذه الأعمال بهدوء «بعد انتهاء المذبحة».
ويعزو الممثل السوري النقلة النوعية التي حققتها الدراما السورية في السنوات الأخيرة الى مصالحة القطاعين العام والخاص، «بعدما فتح وزير الإعلام محمد سلمان المجال لطاقات شبابية بقيت كامنة لسنوات، وبعدما اكتشف أن التلفزيون السوري لا ينتج أكثر من خمسين ساعة في العام، أي بمعدل ساعة أسبوعياً».
وعلى عكس الشاشة الصغيرة التي يعتبرها «الابن الرضي» للحكومات العربية، يصف لحام خشبة المسرح التي ارتبط معها بعلاقة وثيقة، بالابن العاق لهذه الحكومات. يقول: «أول ما يخطر في بال الفنان عند اعتلائه الخشبة هو شتم الأنظمة بسبب أخطائها... لذا، ترينه لا يستمر من دون مساعدات حكومية، وخصوصاً أن الجمهور يشاهد المسرحية لكنه لا يطلبها».
ويعود لحام الى الحديث عن «الابن الرضي»، فيكشف عن تحضير عمل جديد يتناول صراع الأجيال، يتقاسم بطولته مع الممثل اللبناني جورج خبّاز الذي كتب سيناريو المسلسل وحواره. وهو من إنتاج شركة «نيو لوك» ويبدأ تصويره نهاية العام الحالي. كما بدأ التحضير لمسلسل آخر اسمه «مواطن تحت المجهر»، تنتجه شركة «لين» السورية، ويروي قصة مواطن يدافع عن حقّه بصوت عال في لحظة غضب، فتضعه الأجهزة الأمنية تحت المراقبة.
ماذا عن السينما؟ وهل كان راض عن فيلمه الأخير «الآباء الصغار» الذي كتبه وأخرجه أيضاً؟ «النتيجة كانت متوقعة. وددت تقديم فيلم يكون بمثابة أنشودة عائلية رقيقة. أنا أقدّّّّس العائلة وأحب الأطفال، هم أكثر صدقاً من الكبار». ولا يخفي إعجابه بحنان ترك التي أدت دورها بجدارة في الفيلم معتبراً أن «شخصيتها تحوي مجموعة فنانات بفضل تعدد مواهبها. ففيها شيء من سعاد حسني وشيريهان ونيللي معاً».
بعد 46 عاماً من الاحتراف، يعترف دريد لحام أنه في كل جديد يقدمه، يحسّ كأنه يطلّ على المشاهدين للمرة الأولى. كما يرفض مقولة أن الفنان حقق كل ما يريد تحقيقه، «فمعنى ذلك أنه انتهى». ويرى أن الاعتزال يعني الموت، «حتى الرياضي حين يتوقف عن اللعب لا يتقاعد بل يصير مدرباً»، يقول مبتسماً.
أين كان خلال الحرب الأخيرة على لبنان؟ يجيب بانفعال: «جسدي في سوريا وعقلي وقلبي في لبنان... شاركت في أكثر من اعتصام، لكنني لم أعد أؤمن بفعالية تلك التظاهرات، وخصوصاً أن مجلس الأمن ليس سوى لعبة تحركها أميركا، وأصوات باقي الدول أقل قوة من صوت كورس الفنانة سميرة توفيق».
وينتقد لحام مواقف زملاء (من بينهم عادل إمام ومحمود ياسين) رفضوا تقديم استقالتهم من منظمة الأمم المتحدة، معتبرين أن «العمل في الداخل يبقى أكثر فعالية». إذ يرى سفير النيات الحسنة، الذي قدم استقالته من المنظمة قبل ثلاث سنوات، أن «العطاء لم يكن يوماً مقروناً بلقب سفير».
أما عن برنامجه الذي يبدأ عرضه هذا المساء، فكان سيستضيف الممثل الكويتي داوود حسن، لكن الأخير اعتذر في اللحظة الأخيرة، وحلّ مكانه الفنان اللبناني منير كسرواني. وعندما تسأل لحام عن اختياره «المنار» لتقديم برنامجه، يجيب ضاحكاً: «كأنك تسألينني لماذا تحب أمك؟».
حلقة هذا المساء تحمل عنوان: «الأمن والأمان في الضاحية الجنوبية أثناء الحرب». ويستضيف البرنامج في الحلقات المقبلة كلاً من الإعلامي جورج قرداحي والشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي والشاعر السوري عمر الفرّا والممثلة السورية سوزان نجم الدين.

كل ثلاثاء وخميس عند التاسعة والنصف على شاشة «المنار».