القاهرة ـــ “الأخبار” صارت عادةً في رمضان منذ سنوات. كل موسم يحمل لنا خناقة جديدة، قضية يثيرها أحد الأعمال الدرامية... انتقادات وتحفظات وردود فعل، تصل أحياناً الى حد وقف عرض العمل على بعض الشاشات. ويبدو أن رمضان الحالي لن يمرّ من دون مشاكل. بعد “الطريق إلى كابول”، انتظر الجمهور من “دعاة على أبواب جهنم” أن يثير اعتراض بعض الجماعات الأصولية، لكن المفاجأة أتت من “خالد بن الوليديبدو أن المسلسل السوري الذي كتبه عبد الكريم ناصيف وأخرجه محمد عزيزية ويلعب فيه دور البطولة باسم ياخور، سيكون حدث الشهر الفضيل هذا العام... وخصوصاً في ما يتعلق بظهور عدد من الصحابة في حلقاته.
ففي سوريا، لم تسمح الرقابة بعرضه على القناة الفضائية إلا قبل يومين، ما أجبر القيمين على الفضائية على عرض حلقتين في اليوم الواحد حتى تلحق بالفضائيات الأخرى التي تعرضه على شاشاتها.
وفي الكويت، سبّب قرار عرضه أزمة بين إدارة التلفزيون الوطني، وعضو البرلمان عبد الله عكاش الذي حذر وزير الإعلام محمد السنعوسي من عرض المسلسل، “لأن للأنبياء والصحابة حرمتهم”.
أما في مصر، فأثار المسلسل جدلاً في أروقة وسائل الإعلام، بعدما طالب شيوخ في الأزهر بمنع عرضه لأنه يصوّر عمّ الرسول حمزة بن عبد المطلب والصحابيين ابو عبيدة بن الجراح وعبد الله ابن رواحة.
ورأى بعض أساتذة الشريعة أن القرار صائب لأن صناع المسلسل “يستثمرون سيرة الصحابة من أجل مكاسب مادية في ظل الهجمة التي يتعرض لها الإسلام ورموزه».
وأوضح نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب أنه "لا يحبذ تصوير شخصيات الصحابة. فالصورة قد تخدع المشاهد، وخصوصاً في ما يتعلق بالشخصيات التي تؤدي أدوار الصحابة. وربطها بأدوار أخرى قام بها الممثل”.
وكان الأزهر منع قبل أكثر من أربعين عاماً تصوير الصحابة العشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الدرامية. ثم منع عرض فيلم “الرسالة” للمخرج والمنتج الراحل مصطفى العقاد في مصر، خلال سبعينيّات القرن الماضي لظهور عم الرسول فيه، (قام بدوره في النسخة العربية الراحل عبد الله غيث، وبنسخته الإنكليزية الأميركي انطوني كوين). وكان السبب نفسه وراء منع فيلم الصور المتحركة “محمد” لظهور عم الرسول فيه قبل إجازته بعد حذف المشاهد التي ظهر فيها.
في المقابل، اعترض عدد من نقاد التلفزيون في القاهرة والعاملين في المجال الإعلامي على القرار. ورأى هؤلاء أن "القضية تخصّ الأزهر، وليس كل المسلمين”. وأشاروا الى أن القنوات التابعة لدول خليجية متشددة في تطبيق تعاليم الدين الإسلامي أباحت عرض المسلسل من دون أي تحفظ. وانتقد بعضهم “موقف الأزهر المتطرف... فالصحابة بشر يحق لنا أن نشاهدهم على الشاشات ولهم مزاياهم وأخطاؤهم”.
يذكر أن “خالد بن الوليد” يعرض على شاشة “ام بي سي” عند الساعة 12 ليلاً بتوقيت بيروت، وهي المحطة التي أوقفت بثّ “الطريق إلى كابول” قبل سنتين، ولا تخضع القناة لرقابة “الأزهر”.