جورج موسى
مرة جديدة تعود أصالة إلى دائرة الضوء من خلال
حياتها الخاصة. وها هي اليوم تقف بين مطرقة عائلتها وسندان الصحافة. فهل حان الوقت كي تواجه الطرفين، وتقلب المعادلة لمصلحتها؟

“يعاني الفنان دوماً من عدم استقرار في حياته، وعليه أن يمتحن جميع من هم حوله، خصوصاً في عالمنا العربي. نحن نعاني عيباً قاتلاً، هو ادعاء العاطفة. نتحدث دوماً عن عاطفتنا ومحبتنا وعطائنا، فيما نحن أقل الشعوب التي تتمتع بتلك الصفات. للأسف، في الغرب يتمتعون بوفاء أكبر من ذلك الذي ندّعيه، إذ عندنا، ترى الصديق يخون صديقه، والشقيق يطعن أخاه في الظهر”.
عندما قالت أصالة هذا الكلام، كانت تعيش حالة قلق بسبب الهجوم العنيف الذي شنّه عليها زوجها السابق أيمن الذهبي، واستطاع من خلاله أن ينافسها في حصد النجومية عبر الحوارات وأغلفة المجلات. لم تكن حينها تعرف أنها ستتلقى ضربة موجعة من شقيقها أيهم الذي تحدث عنها بالسوء على المنابر الإعلامية، وشقيقتها ريم التي أعلنت أخيراً الحرب عليها، وإن غير مباشرة.
ريم قررت احتراف الغناء، وسيساعدها كل من محمد ضياء، طليق شقيقتها أماني، وزوج أصالة السابق أيمن الذهبي، على إنتاج عملها الأول. ويعيش كلا الطرفين نزاعات حادة مع صاحبة الحنجرة الذهبية.
يحق لريم أن تغني، ويحق لأصالة أن تعترض على قرار شقيقتها “خوفاً عليها من وسط فني ذقت مرارة ويلاته”. لكنه لم يعد مقبولاً أن تزجّ الصحافة أنفها في كل قصة شخصية تعيشها المطربة السورية.
قد يرى بعضهم أن صراحة أصالة وابتعادها عن فذلكات الصحافة وبروتوكولات الوسط الفني، من العوامل التي تسيل لعاب أي صحافي يبحث عن خبطة إعلامية. لكن القصة، في الواقع، وصلت إلى حدّ بدأ يثير ملل القراء، ويطرح ألف سؤال عن واقع الصحافة الفنية اليوم، و“حقّ” الإعلام في الكلام عن حياة الفنان الشخصية، والوصول إلى إحباط عزيمته في معظم الأحيان. بعدما هدأت عاصفة زواج أصالة وطارق العريان، وانتقالها للعيش في القاهرة وإطلاقها ألبوم “حياتي” الذي تضمن تجارب موسيقية جديدة، عاد بعضهم ليفتح النار عليها. فخصص طوني خليفة حلقة أول من أمس من برنامج “هذا أنا” للحديث مع ريم. كان اعلانها احتراف الغناء كافياً لاستضافتها في البرنامج، والحديث معها عن التحديات التي ستواجهها في انطلاقتها. اتصل خليفة بأصالة ووضع الاختين في مواجهة غير مستحبة. تجهمت ريم وقالت أصالة بغضب: “هذا أسوأ يوم في حياتي. لم أكن أعرف أن هناك أشخاصاً يفعلون أشياء لإيذاء أنفسهم والآخرين”. وبررت أصالة اعتراضها على غناء شقيقتها بخوفها عليها من “وسط فني هي غير قادرة على تحمل صعابه”.
طوني خليفة حقق خبطة عبر استضافة ريم، واستدرج أصالة لارتكاب خطأ الردّ والتبرير، وأعاد حياتها الخاصة إلى دائرة الضوء، علماً أن مَن اقنع ريم باحتراف الغناء، كان يريد “دغدغة” مشاعر شقيقتها.
وفي اتصال مع “الأخبار”، ضحكت المطربة السورية بمرارة عندما سئلت عما قيل من أنها “تغار من شقيقتها ولذلك تمنعها من الغناء”. وأشارت إلى أنها لن تظهر في برامج حوارية تفتح شهية أي كان على التطرق مجدداً الى حياتها الخاصة، علماً بأنها ستطل قريباً مع جومانا بوعيد في برنامج “مع حبي” لتحتفل بألبوم “حياتي”.
من اللافت أن تفتقر الصحافة العربية في العالم العربي إلى نقاد موسيقيين تخصصوا في دراسة الأغنية وكلماتها والجمل اللحنية التي دخلت إليها وأدت إلى تطور الأغنية العربية أو تراجعها (من نافل القول أنها تراجعت). ومن المتوقع ألا تقرأ أكثر من مقالين أو ثلاثة عن ألبوم “حياتي” والأنماط الموسيقية التي قررت تقديمها فيه، وقدرة بعض الملحنين الجدد على اكتشاف طاقات كامنة في صوتها القوي: تجربتها مع خالد البكري في طرق باب الجاز، ومروان خوري في الأغنية الكلاسيكية اللبنانية، ومنير الجزائري في الأغنية الجزائرية... كلها مقالات قد تساعد الجمهور في التعرّف الى فنها الراقي في زمن الأصوات الرديئة... وبين النقد والتطفل، ينتظر جمهور أصالة حلقة “مع حبي” علها تكون امتحاناً حقيقياً لأهل الصحافة في التركيز على فن أصالة وابتعادها عن تفاهات “القيل والقال”.