بيار أبي صعب
لم تكن طائرات الـ“إف 16” قد ابتعدت بحقدها الأعمى، حين ازدهر على الفضائيات العربية «بزنس العدوان». استأنف فرسان (الأغنية) الوطنية نشاطهم المثمر، ودخل المنتج أحمد العريان المعترك، فجمع ما تيسر من المطربين والمطربات، في مشروع «ضخم» هو أوبريت “الضمير العربي”: وديع الصافي، وردة، الشاب خالد، نانسي عجرم، وائل كفوري، نوال، لطيفة، سميرة سعيد... والقائمة تطول. ثم انهزم التتار مخلفين وراءهم مقابر جماعية وخراباً عظيماً. واكتشفنا أن دار نشر رصينة بين الأبرز عربياً، كانت تسابق الزمن لمراكمة ما تيسّر من مساهمات عربية وعالمية في كتاب بالانكليزية، أطلق أخيراً في لندن ـــ وقريباً في بيروت ـــ تحت عنوان Lebanon, Lebanon.
كتاب «دار الساقي» الذي «يعود ريعه الى أطفال لبنان»، يذكر بـ «أوبريت الضمير العربي». إنّه أقرب الى «شكشوكة» لا تخضع لأي خطة نشر. ولا يجمع بين النصوص والأعمال التي يرصفها، أي خيار جمالي أو أسلوبي، أي رؤيا سياسية أو فكرية. تضامن مع لبنان المقاوم؟ محاولات مستحيلة لقول المجزرة؟ أم مجرّد تجميع لأسماء بارزة وأخرى على الموضة؟ نص لبول أوستير منشور قبل عامين، وعمل لمنى حاطوم عرض في العالم أجمع، ورسوم لمازن كرباج لم يبق أحد إلا ورآها في موقعه على الانترنت.
تطالع القارئ بلغة شكسبير نصوص حارقة وأخرى عادية أو في غير مكانها. هارولد بنتر وروبرت فيسك وعباس بيضون ومحمود درويش وهدى بركات وأدونيس والطاهر بن جلون وحنان الشيخ ومي غصوب وجون لوكاريه وحسن داوود... من دون أن ننسى مانغويل ونايبول وقريشي وباموك ودوريس ليسينغ... حتى ليخيل للمرء أنّه أمام سجل عضوية الـ «بين كلوب». ورب قارئ سيخيب ظنّه: أين ساراماغو وسلمان رشدي وغونتر غراس؟
ترى ماذا يفعل كل هؤلاء في كتاب واحد؟ يتضامنون مع ضحايا العدوان؟ أي ضحايا؟ أي عدوان؟