بغداد ـــ سعد هادي
بسبب الأوضاع الأمنية المتردية، اضطرت الدراما العراقية هذا العام الى الهجرة من البلاد، فأضفى ذلك نكهة جديدة على الإخراج والتمثيل والإنتاج. لكنها، في المقابل، أوقعت المشاهد العراقي في حيرة لأن مواقع التصوير الخارجية التي يراها للمرة الأولى، تكاد تختلف عما يعيشه أو اعتاده، وخصوصاً أن المكان يلعب دوراً مهماً في الكثير من هذه الأعمال ويشكل إطاراً لأحداثها. شهدت الدراما المهاجرة عودة العديد من الوجوه الفنية العراقية التي غابت عن المشهد الدرامي منذ سنوات. أبرز العائدين هو المخرج عدنان ابراهيم. أخرج هذا الأخير مسلسل «18 ليرة»، ولعب دور البطولة فيه الممثل والمخرج المسرحي عبد المطلب السنيد الذي هاجر الى أميركا منذ نهاية السبعينيات. تم تصوير المسلسل في دمشق، على رغم أن احداثه ترصد الحياة الدموية التي يعيشها الشارع البغدادي.
مسلسل آخر تم تصويره في دمشق هو «ميليشيا الحب»، تأليف طلال هادي وإخراج فاروق القيسي. تدور أحداثه في خطين متوازيين: عصابة تختطف خمس طالبات جامعيات من جهة، وميليشيا أنشأها شباب مسالم، هدفها مساعدة الفقراء وتحسين ظروفهم المعيشية، من جهة ثانية. يشارك في بطولة العمل نجم «ستار أكاديمي 2» بشار القيسي.
وفي دمشق، صوُر عمل ثالث، غرف من التاريخ ليتحدث عن سارة خاتون، السيدة المسيحية التي أدت دوراً أساسياً في الحياة السياسية والاجتماعية في العراق العثماني مطلع القرن العشرين.
في بغداد، على رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المدينة، أُنجر الجزء الثالث من مسلسل «مناوي باشا». أخرج العمل أركان جهاد، بعد انسحاب مخرج الجزءين الأول والثاني فارس طعمة، احتجاجاً على تقليص الميزانية الإنتاجية الى جانب انسحاب عدد من ممثلي الأدوار الرئيسية تضامناً مع المخرج أو بسبب اضطرارهم إلى الإقامة في الخارج. يعرض العمل عند السادسة والنصف على «السومرية».
مسلسل آخر أنتج في بغداد يحمل عنوان «أوركسترا» من إخراج التفات عزيز التي تعود الى الدراما المحلية بعد غياب طويل بسبب إقامتها في الخليج. ويرصد المسلسل قضايا وهموم الشباب في ظل الاحتلال الأميركي. ويعرض عند الرابعة والنصف على قناة “السومرية”.
وفي اطار كوميدي، تدور أحداث الجزء الثاني من «ماضي يا ماضي»، المنتج أيضاً في الاستديوهات المحلية، ويعرض عند الرابعة على «السومرية».
برامج المنوعات هاجرت أيضاً بعدما تعذر تصويرها في الداخل، وخصوصا تلك التي تتطلب النزول الى الشارع.
بين تلك البرامج، يطل «الحكو... مات»، الذي يتحدث عن عراقي وحيد بقي صامداً في العراق المحتل حتى عام 2017. وأنتج في مدينة دبي الإعلامية.
برنامج آخر صور في دمشق. في «الهوا هوايا»، يسأل مقدم البرنامج من يلتقيهم في شوارع العاصمة السورية من العراقيين عن أغاني عبد الحليم، ويمنح كل فائز 30 دولاراً أميركياً. يعرض عند الساعة 9:40 على قناة «السومرية».
وأصيب معظم برامج منوعات الأخرى، بالشلل. كما نُقل بعضها الى الاستوديو، مثل برنامج «بات» الذي كان يصور ليلاً في الساحات العامة أو الملاعب الرياضية بحضور حشد كبير من اللاعبين والمتفرجين. لكن الظروف الراهنة جعلته ينتقل الى الاستوديو، ما أفقده الكثير من حيويته وطرافته. يعرض عند الثامنة والربع على «السومرية».
وتعرض «الحرة عراق» برنامجاً عن تاريخ المسرح العراقي ويحفل البرنامج الذي يعرض عند العاشرة مساءً، بالمشاهد التمثيلية المقتطعة من مسرحيات شهدتها مسارح بغداد في الماضي وافتقدتها هذه الأيام.