علي سلمان
«أمري لله، هذا قدري لكن الحياة ظلمتني» تقولها فدوى بحرقة ممزوجة بغضب على القدر. لقد تزوجت لأول مرة قبل ثلاثين عاماً، وفقدت زوجها في حادث سير بعد عشرة أيام من زواجهما.
لم تنس فدوى حزنها، لكنها قررت الزواج مرة أخرى برجل اكتشفت بعد شهر من الزواج أنه مصاب بمرض عضال حيث توفي قبل نهاية «شهر العسل». وبعد انتهاء مدة الحداد، شدّت «فدوى» الرحال لتغادر بلدتها الـــــبــــقاعـــــيـــــة إلى بيروت بحثاً عن فرصة عمل.
تعرفت في مقر عملها إلى شاب طلب يدها، فوافقت وسافرا معاً الى الكويت للعمل، لكن فرصتهم لم تدم طويلاً، لأن زوجها الثالث توفي بنوبة قلبية. عادت «فدوى» إلى لبنان وهي «تلعن حظها»، عازمة على البقاء من دون رجل مدى الحياة. لكنها وقعت مرة جديدة في حبائل رجل ثري، واشترطت عليه لأنها “ملوّعة” أن يجري فحوصات طبية شاملة ليطمئن قلبها خوفاً من أن يلحق بـ “رفاقه” باكراً، إلا أن القدر كان لها بالمرصاد، فقد توفي العريس الرابع في المستشفى.
بعد وفاة الزوج الرابع قررت فدوى أن تستسلم ولم تعد تريد أن تضحي برجال جدد، وصارت تردد بعدما أُطلق عليها لقب “قاهرة الرجال” أن “الزواج لم يعد حرزان”، وقد تجاوز عمرها الخمسين.