بيروت ــ “الأخبارعشية بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، كانت بيروت على موعد مع صيف فني ساخن. لكن الحرب لفّت المهرجانات بستار كثيف من الدخان، فتبعثر المطربون اللبنانيون، واهتزّ الوسط الفني الذي يعيش على إيقاع المدينة الصاخبة.غادر بعض النجوم لبنان فيما اعتصم بعضهم الآخر بالصمت. وغاب معظمهم عن شاشات التلفزيون، خصوصاً أن مخزونهم الغنائي لا يصلح لأيام الغضب والقتل والدمار. وبما أن اللحن والكلمة والصوت مستلزمات أساسية للصمود، عادت فيروز وعبد الحليم حافظ وماجدة الرومي ومارسيل خليفة وجوليا بطرس وأحمد قعبور إلى دائرة الضوء.
على شاشة “نيوتي في”، يصدح صوت مارسيل خليفة “صامدون هنا” فيما راحت فيروز تغني على “تلفزيون لبنان”: “رح منكمّل باللي بقيوا”. وقبل عرض نشرة الأخبار على فضائية “المستقبل” مساءً، يدعو أحمد قعبور اللبنانيين إلى محاربة من يريدون تحويل أرضهم إلى “ملعب”. أما جوليا بطرس وماجدة الرومي فراحتا تشجّعان “ثوار الارض” على “ضرب العدو”. حمّى الأغاني الوطنية انتقلت أيضاً الى تلفزيون “المنار” الذي طالما ابتعد عن بث هذه الأغاني مكتفياً بالاناشيد الحماسية. استعاد “المنار” بعضاً من أغاني الحقبات المضيئة من النضال العربي، منها “خللي السلاح صاحي صاحي” لعبد الحليم و”الارض بتتكلم عربي” لسيد مكاوي. ولجأ بعض المحطات الى دمج الاغاني بصور الدمار وصرخات الأمهات ومشاهد المجازر.
لكن أي دور قد تؤدّيه الأغنية الوطنية في المواجهة المصيرية مع العدو الإسرائيلي؟
يرى أحمد قعبور أن هذه الاغاني تؤدّي دوراً محدوداً في مواكبة الاحداث، “فالعالم لم يترك امام اللبناني أي خيار سوى الصمود، والأغنية هنا لن تضيف جديداً”.
أما الممثل المصري حسين فهمي، فيشدد على اولوية الغناء في ساحة المعركة، خصوصاً أن أي مشروع سينمائي يتطلب وقتاً قبل أن ينضج. لكنه يخشى من قلة الوعي السياسي عند المغنين وأثر ذلك السلبي في أعمالهم، مشيراً إلى ان الأغنية لن تفيد القضية إذا بقيت محصورة في دائرة محلية. ويرى أن “الحل يكمن في تقديم أغان مشتركة مع فنانين غربيين”.