صباح أيوبلا تقلّ الحرب الإعلامية ضراوةً عن المعركة الحقيقية الدائرة على أرض لبنان بين المقاومين والغزاة... وإسرائيل التي خسرت الحرب الاعلامية على حزب الله، حسب جريدة «لو موند» الفرنسية، تخوض أعتى المعارك على جبهة الاعلام لفرض منطقها على الرأي العام، وتبرير عدوانها على لبنان، مستعملة كل المناورات و«التقنيات» الممكنة... حتى لتبدو المعركة الاعلامية بالنسبة إليها «أم المعارك»!حرب مرئية شرسة
وارتكزت الخطة الحربية التي وضعتها ميري إيزن، الناطقة الاعلامية باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي، على ثلاثة مبادئ أساسية: «تحويل صورة حسن نصر الله الى مرادف للإرهابي» و«حثّ الرأي العام العالمي على التعاطف مع اسرائيل» و«خوض حرب مرئية شرسة».
إيزن التي تعدّ الإعلام «ساحة حرب حقيقية تستطيع التأثير في الشعب اليهودي والرأي العام العالمي» وضعت خطة عمل اعلامية للتأثير في الصحافة الأجنبية التي كلّفت التعاطي معها مباشرة باسم الحكومة الاسرائيلية. وعلى رغم شكّها في «الانتصار في هذه الحرب الاعلامية» لا تنوي ايزن خسارتها بأي شكل من الأشكال. إذ أكّدت في مقالة نشرت أمس في صحيفة «جيروزالم بوست» الاسرائيلية، أنها أحرزت نجاحاً كبيراً في هذا المضمار تجسّد في تبنّي المجتمع الدولي المطالب الاسرائيلية، والمطالبة بتجريد حزب الله من سلاحه ونشر الجيش اللبناني على حدود لبنان الجنوبية. ورأت ايزن أن ذلك يعدّ «تحولاً كبيراً ولا سيما بعد موافقة الحكومة اللبنانية على المطالب التي كانت ترفضها منذ أكثر من ست سنوات».
أما «الإنجاز» الآخر الذي تدّعي إيزن تحقيقه فهو حصول المتحدثين الاسرائيليين (من محللين وسياسيين) على 50 في المئة من مساحة البثّ في المحطات التلفزيونية العالمية، «وهذا أمر لم نشهده في الصراعات الاسرائيلية السابقة».
وتكشف إيزن عن سعيها الدائم الى ايصال رسالتين محددتين في مقابلاتها مع الصحافة الأجنبية هما: أولاً، التركيز على أن اسرائيل «تريد حلاّ ديبلوماسياً للأزمة، لكنها ستواصل الدفاع العسكري عن نفسها حتى التوصل الى حلّ مماثل». ثانياً، التشديد على أن «حزب الله يمثّل تهديداً للعالم بأسره، لأنه قوة ارهابية مسلحة تقف وراءها ايران وسوريا». وتدّعي إيزن أن حزب الله نجح إعلامياً «في إخفائه صور جنازات أكثر من 400 ارهابي من أعضائه سقطوا خلال المعركة مع اسرائيل، الأمر الذي اسهم الى حدّ كبير في الحفاظ على معنويات أعضاء الحزب ومؤيديه». وتخلص إيزن الى وجود «صلة قوية بين صورة اسرائيل العامة والمجتمع اليهودي في العالم»، لذلك يجب ايلاء «الحرب الاعلامية» أهمية كبيرة «لكيلا نسهم في تهميش الشعب اليهودي».