انتقل السجال حول فيلم «حليم» من أروقة مهرجانات «القاهرة» ثم «كان»... إلى المسرح الأثري في مهرجان «قرطاج». استقطب فيلم شريف عرفة جمهوراً كبيراً في عرضه التونسي الأولضمن اطار الدورة الثانية والاربعين لـ«مهرجان قرطاج الدولي». لكن الآراء تباينت حول أداء أحمد زكي فيه، وقدرة المخرج على تقديم صورة مقنعة عن عبد الحليم حافظ... فناناً وإنساناً.والجدير بالذكر أن الفيلم صاحبته ضجة إعلامية منذ بدء تصويره، وبعد عرضه في مهرجانات في القاهرة وفي الدورة الأخيرة لمهرجان «كان».

وكان منتج الفيلم، الإعلامي عماد الدين أديب (شركة «غود نيوز»)، راهن كثيراً على التجربة التي طالما حلم بها أحمد زكي. غير ان القدر لم يمهل النجم الاسمر لإنهاء الفيلم اذ توفي اثناء تصويره وأكمل ابنه هيثم ما تبقى من المشاهد في أول ظهور فني له.
لكن لا جهود أديب ولا هالة أحمد زكي تشفع للفيلم الذي خيّب للأسف آمال الجمهور، وهاجمه النقاد. بل شنّوا حملة شعواء على العمل، رأوا فيه «شهادة وفاة فنية لزكي والعندليب الأسمر في آن»! وفيما أشاد بعضهم بأداء هيثم زكي، رأى آخرون أن أحمد زكي الذي تدهورت صحته كثيراً أثناء التصوير، لم يكن يستطيع تجسيد شخصية عبد الحليم حافظ. وطالت الانتقادات الكاتب محفوظ عبد الرحمن الذي بنى سيناريو الفيلم على شكل حوار إذاعي يجريه مذيع اسمه رمزي مع المطرب الشهير، في مرحلة متأخرة من حياته. ويرى منتقدوه أن الشخصيات الأساسية في حياة العندليب صوّرت بطريقة كاريكاتورية ونمطية وساخرة. كما انتقد المخرج على استعانته بلقطات غنائية أصلية من أفلام العندليب الأسمر.
وفي تونس، انقسمت آراء الجمهور حول العمل. المذيع حبيب جغام قال في حديث الى «وكالة الأنباء الفرنسية» إن العمل «قيمة فنية لا يمكن ان تمر مرور الكرام من دون ان تزعزع ما في داخل المرء من احاسيس وعواطف وتنفض ما علق به من حنين لماض جميل». وأشار الى ان «المخرج وفق الى حد كبير فى إعطائنا صورة عن عبد الحليم والمحيط الذي كان يعيش فيه»، كما لمس الصحافي محسن الزغلامي عناصر قوة كثيرة فى الفيلم مشيراً إلى «المواقف والمشاهد الرومنسية والانسانية التي عاشها حليم سواء وهو يغني للجمهور او يعيش تجربة حب او يتألم... إنها لحظات عكست صورة عبد الحليم الانسان والفنان». وأضاف ان «اجواء التأثر والرهبة التي خيّمت على المسرح الاثري والتي تفاعل خلالها الجمهور مع أحداث الفيلم، أثبتت ان للفنان الراحل مكانة كبيرة في نفوس الاجيال، وخصوصاً الشباب».
ورأى نقاد أن «الفيلم لم يعكس بصدق صورة العندليب الذي امتاز بحيويته، بينما أظهره مفتقراً الى هذه الحيوية». وانتقد الصحافي وحيد عبد الله «اعتماد الفيلم على الـ«فلاش باك»، ما جعله غير واضح على مستوى البناء الدرامي، الأمر الذي أزعج المشاهدين». وعزت نادية بروطة «كل هذه اللخبطة التي بدت واضحة في الفيلم الى ما عاناه أحمد زكي من صراعات مع الموت خلال التصوير».
ويشارك في التمثيل كل من منى زكي وعزت ابو عوف من مصر وجمال سليمان وسولاف فواخرجي من سوريا.
(الأخبار)