وفيق قانصوه
نعتذر لرئيس أركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس. فالظروف القاهرة التي مرت بها بلادنا الأسبوع الماضي لم تتح لنا ان نثبت له حسن ضيافتنا... فنحن لسنا للسيف وغدرات الزمن فقط، وانما للضيف أيضاً.
فاجأنا الضيوف الأسبوع الماضي في ثكنة مرجعيون حيث تبسط دولتنا سلطتها كاملة، وتملك وحدها قرار الحرب والسلم. لم يترك لنا حالوتس، سامحه الله، أي خيار. تجاذبنا أطراف حديث مرح مع جنوده أمام شاشة التلفزيون الاسرائيلي.

اتصلنا ببيروت وجاء القرار: رفع الأعلام البيضاء ومجابهة جنود الغزو بأكواب الشاي الساخن وعلب البسكويت، قبل ان نبرز لهم بطاقاتنا التي تثبت لبنانيتنا ونستقل «الأوتوكار» الى منازلنا.
في اسرائيل يتوعدون بعضهم بعضاً بلجان تحقيق يرجح انها ستطيح رؤوساً أينعت تحت ضربات المقاومة، ويتساءلون: «لماذا نتصرف كحيتان تأتي للانتحار على الشاطىء، ولا نركز على التحرك الميداني في جنوب لبنان؟».
في لبنان نقاش سيثير غباراً كثيفاً حول سلاح المقاومة (المقاومة نفسها التي جعلت الرؤوس الاسرائيلية المذكورة أعلاه تنضج!). تبدو «حيتاننا» مصرة على الانتحار. «دقت ساعة الحقيقة»، صرخت احداهن. «لمن قرار الحرب والسلم؟» تساءل آخرون ممن بُحّت أصواتهم بأن «آن للدولة أن تبسط سلطتها الكاملة على أراضيها كافة». هي الدولة نفسها التي كانت تملك قرار الحرب والسلم وتبسط سلطتها الكاملة على ثكنة مرجعيون.
حالوتس قد يواجه لجنة تحقيق، فهل عندنا من يحققون؟