رام الله ــ يوسف الشايب
في الخامس عشر من شهر حزيران، زار جراح الرسام الفلسطيني إسماعيل شموط ليشرح له عن عملية القلب التي ينوي إجراءها له. قال له شموط: “يا دكتور أنا فنان فلسطيني. لدي لوحتان لإنجازهما قبل العملية”. أجابه الطبيب: “أعرف من تكون لشعبك، لكن دعنا نفكر معا أن تعود لترسم بقلب سليم أفضل من أن ترسم بقلب مريض”. في اليوم التالي أُجريت العملية ونجحت... لكنّ الزمن توقف عند هذه النقطة!
هذه القصة جاءت على لسان زيد إسماعيل شموط في خطابه أثناء الاحتفال بأربعين والده الذي نظمه بيت الشعر الفلسطيني منذ أيام، بالتعاون مع لجنة الطوارئ الثقافية، وجمعية اللد الاجتماعية، والمركز الأسقفي العربي في رام الله. وكان الحفل بدأ بكلمة لرئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ألقاها يحيى يخلف، رئيس المجلس الأعلى للثقافة والفنون، جاء فيها: الحديث عن إسماعيل شموط هو حديث عن جيل العمالقة، الجيل الذي خرج من جرح النكبة، من جرح النفي والاقتلاع والشتات فحفر بأظافره الصخر واستطاع أن يجمع الشتات”.
وفي كلمته نيابة عن المثقفين الفلسطينيين، قال الشاعر المتوكل طه: “إسماعيل شموط جعل النكبة والثورة ذاكرة باقية تفوح بألوانها على ألواح الرواية التي لم تكتمل”. واضاف: “شموط يهنأ الآن في ترابه بعدما انقلب السحر الأسود على كوندوليزا رايس، وعادت بصفر مكعب سنّه مجاهدو لبنان من عظام القتلة، بعدما توهمت أنّ حزب الله سيخرج من الحرب بـ“تربل زيرو”.