محمد الصالحي أبواب بيروت غدت واحدة، فحيثما ولّيت وجهك فثمة الدم. لن نلوم هذا الزمان، ولن نصف هذا الزمن العربي بالرداءة والدناءة. لكل زمن ما يميزه، وآية هذا الزمان النكران. وها إن بيروت تصيح: سيذكرني قومي إذا... هي تغريبة بيروت التي لا يقدر عليها سوى بيروت.
حلمت أنني نائم في ظل ظليل بعد سير مرهق في بيداء والوقت هجير. جاء من يقول لي: قم فقد حضر الطعام، ومعه الشراب وكل ما تشتهي النفس بعد كل هذا العذاب. ما إن فتحت عيني حتى رأيت بيروت، تتلو، مغمضة العين، تغريبتها. قلت غرر الحلم بي، ما في جبة هذه المدينة غير الفرح. فلأنم. الحلم أولى بي. وما إن نمت ثانية حتى رأيت من يقول لي: قم فقد حضر الطعام، ومعه الشراب وكل ما تشتهي النفس بعد كل هذا العذاب. قلت: إذاً، لا مفرّ لي منها في اليقظة وفي المنام. مَن غير بيروت يقدر على اقتراف العجائب؟
(الرباط)