اسمعي يا لميس عزيزي،
أكتب إليكم من الخليج كي أعالج نفسي من كل هذا القهر الذي يعتمل في داخلي... ابنتي لميس ذات السبع سنين، ومعها أطفال الوطن جميعاً يسألون: لماذا يفعلون بنا ذلك؟ سؤال على شكل غصّة في الحلق. حاولت أن أشرح لطفلتي أن الوطن مهد الحضارات والأديان، لكنّه أيضاً منبع البترول. الوطن إذاً موقع جيو ــ استراتيجي حيوي. الذئب الشره يريد السيطرة على النعجة بأي ثمن، لأنّها كما يقول “عكّرت صفو أمنه القومي”...
فكرت لو أخبرها أن حكامنا يساومون علينا بأبخس الأثمان، كأننا ملك شخصي لهم... فكرت لو أخبرها أن التاريخ ــ تاريخنا ــ لعبة دموية تكرر نفسها بغباء قاتل؟ تركت صغيرتي تمضي الى مشاغلها الطفولية. وأنا ما بقيت هنا في جحيمي: هل ما يحدث في لبنان نهاية المسلسل؟ خرجنا من الدوّامة الفظيعة أقوياء، رغم الثمن الباهظ... لكنها قد تكون فرصتنا الأخيرة للنهوض. فلنخطّط للزمن الآتي... الفنانون لا بد لهم من أن يرسموا الطريق.
أرسل لك صورة التقطتها من سنتين في سوق اللحّامين، لعلها تقول ما تعجز عنه الكلمات. وتستطيع استخدام “خريطة العالم” التي شكلت مادة تجهيز لي في بيروت... وإذا (طلع معي شيء جديد) سوف أرسله لكم.
قلبي معكم. العبد الفقير: فيصل السمره
(تشكيلي سعودي).