رام الله ــ الأخبار
رحل أول من أمس الروائي الاسرائيلي يزهار سميلانسكي عن 89 سنة، وهو من أبرز الكتّاب الاسرائيليين من جيل 1948. ويعدّ سميلانسكي من الكتّاب المثيرين للجدل بسبب النقد الذي حفلت به رواياته وقصصه القصيرة عن المشروع الصهيوني، انطلاقاً من حرب 1948، إذ كشف الطرق التي تعامل بها الاسرائيليون مع الفلسطينيين. وكان سميلانسكي (مواليد 1916) الذي اشتهر باسم ساميخ يزهار، أحد أبرز المجدّدين في الأدب العبري الحديث.
وُلد في كنف عائلة من الكتّاب، فالكاتب الشهير موشي سميلانسكي هو قريبه، ووالده هو الكاتب زيف زاس سميلانسكي. أكمل تحصيله العلمي في القدس المحتلة، ونال الدكتوراه وأصبح بروفسوراً في التربية وعلم الأدب في جامعة القدس العبرية حتى تقاعده. والغريب أن أعماله الروائية لم تلق رواجاً إلا في الثمانينيات، إذ أعاد المجتمع اكتشافها خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982. هكذا استعاد عدد كبير من القراء الوجه البشع لـ«حرب 48»، في روايات مثل “الموكب” و“خربة خزعة” و“السجين”، وأثارت جدلاً واسعاً في الرأي العام الاسرائيلي لم ينته حتى اليوم.
ودوّن سميلانسكي تجربته كجندي في الجيش الاسرائيلي، كاشفاً الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني في تعامله مع الفلسطينيين. وسجّل في روايته «خربة خزعة» عمليات تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم، كاشفاً أن «الحرق والنسف والاعتقال والإبعاد والطرد” كانت المهام الموكلة إليه في قرية عربية في الجليل. وروى أن سكّان القرية لم يقاوموا الجنود، بل صعدوا مذعنين في الشاحنات المتوجهة بهم الى لبنان.
تأثّر سميلانسكي بأعمال الكاتب يوري نيسان غنيسين التي طبعت أعماله الأولى. وتميّزت رواياته برسم العلاقة بين الإنسان والمكان، الرجل والأرض، وتميّزت باستخدام فريد للغة عبر توظيف الكلمات والمفردات المستمدّة من المعيوش. مُنح جائزة اسرائيل الأدبية في الثالثة والأربعين عن روايته “أيام زيكلاغ” التي اعتبر النقاد أنّها غيّرت من النظرة الى النثر العبري من جهة و“أدب الحرب” من جهة أخرى.