مهى زراقط
خلال الحملة الانتخابية الثانية للرئيس الأميركي رونالد ريغان (1984)، أعدّ مراسل “سي.بي.أس” في البيت الأبيض، ليسلي ستال، تقريراً قاسياً عن ريغان. وبسبب عدم وجود صور شخصية كافية ضمن الأرشيف للرئيس الأميركي، استُعين بصور له مشاركاً في احتفالات مع الأطفال والجنود بين الأعلام والبالونات.
في اليوم الذي تلى بث المقابلة، استدعى مستشار ريغان، مايكل ديفر، المراسل ستال وهنأه على “التقرير الرائع” الذي أعدّه. وعندما أبدى الصحافي استغرابه من أن يكون التقرير أعجب المستشار رغم قساوته، أجابه “حسناً، الناس لن تتذكر مضمون تقريرك، إنهم لن يتذكروا إلا الصور”.
ينطلق الصحافي في “جيروزاليم بوست” ستيف لندي من هذه الحادثة ليسأل عن الصورة التي قد تكون بقيت في ذاكرة الجمهور من هذه الحرب. هو يسأل عنها في العنوان فقط، ليقترح، في متن مقالته، على القرّاء من الجانبين اللبناني والاسرائيلي الصورة الأفضل التي يجب أن يحتفظ بها كل منهما في ذاكرته.
برأيه، يجب أن يحتفظ الجانب اللبناني بصورة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة باكياً خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب “علماً أنه كان يبكي على ضحايا مجزرة قال إنها وقعت في حولا وتبيّن أنها لم تقع”، يضيف، وهو يخلص إلى اختيار هذه الصورة بعد أن يفنّد كل صور العدوان الاسرائيلي ويقلّل من قيمتها، بما فيها صور مجزرة قانا بحجة أنها لم توقع 57 قتيلاً كما تردد في البداية بل 28!!
أما الصورة التي لا ينبغي لقرّاء الجرائد العبرية نسيانها، فهي صورة الجندي “تومير بوهادانا” الذي رفع شارة النصر بيده رغم أنه كان ينزف من رقبته بين يدي الطبيب في المستشفى.
لندي، الذي يعرف أهمية الصورة، لم ينتظر نتائج الدراسات الإعلامية التي ستتناول هذه الحرب وصورها قبل أن يقدم حكمه.استبقها وأملى على الجمهور الصورة التي يجب أن يتذكروها: النصر متحققاً في إشارة بيد جندي جريح. صورة غير موجودة في ملف الصور المرفق بمقالته...