صباح أيوب
عيون بن لادن تحدّق بك على الشاشة، كل 30 دقيقة، تليها لحيته السوداء ثم وجهه الطويل وجسمه النحيل تباعاً.
يعود نجم أسامة بن لادن، «ليسطع» على شاشة الـ«سي.إن.إن». لكن هذه المرّة لا يطل زعيم القاعدة عبر أحد أشرطته المسجّلة، بل في تحقيق خاص أنجزته الصحافية المعروفة كريستيان أمانبور تحت عنوان «على خطى بن لادن». وعلى رغم كونه «تحقيقاً» لا «مقابلة حصرية» من النوع الذي اشتهرت به أمانبور، فقد أولت محطة التلفزيون الأميركية اهتماماً خاصاً بالترويج للشريط، وأطلقت حملة دعائية شاملة تمهيداً لبث البرنامج هذا المساء، عند الـ............ بتوقيت بيروت.
يتخذ الإعلان التلفزيوني شعاراً معبّراً هو «اعرف عدوّك الليلة»، كأنه يردّ عن نفسه شبهة الترويج لـ«أسامة».
ويبثّ مجموعة من المقتطفات التي «تعد» بمقابلات مع الأشخاص المقرّبين من بن لادن، يحاولون إعطاء بعض المعلومات الشخصية عنه، مجيبين بذلك عن السؤال الذي طرحه البرنامج في البداية: «من هو حقّاً بن لادن؟».
وعلى رغم عشرات التحقيقات التي تتالت بعد أحداث 11 أيلول، وتركّزت على حياة بن لادن وشخصيته وعائلته، إلا أنّ الـ«سي.إن.إن» قررت «الاحتفال» بمناسبة «اقتراب ذكرى مرور خمس سنوات على الهجوم الإرهابي على أميركا في 11 أيلول» بطريقة كلاسيكية: أي إعادة التركيز على «بطل» المناسبة أسامة بن لادن. وتطالع زائر موقع «سي.إن.إن» على الإنترنت، صورة كبيرة لوجه بن لادن على الصفحة الأولى، وإلى جانبه أحد أحدث الاستطلاعات التي أُجريت في أميركا، وتكشف أن نحو ثلاثة أرباع الشعب الأميركي «يعتقدون بأن أسامة يخطط لتنفيذ هجوم جديد على الولايات المتحدة». وتمتد الحملة الإعلانية للبرنامج «المنتظر» لتشمل أبرز الصحف الأميركية، فإذا بوجه بن لادن «يقفز» أمامك مع كل محاولة فتح مقالة على المواقع الإلكترونية لصحيفة الـ«نيويورك تايمز» والـ«واشنطن بوست».
وهذه الحملة الإعلانية التي تفتقر الى الصرامة المهنية، إذ تتّبع أسلوباً إعلانياً تجاوزه الزمن، هو مبدأ «الإعلان المضخّم» (survendeur)، تطرح أكثر من سؤال، وتعطي فكرة عن تعامل المحطة مع الـ«أسطورة»، وعن موقعها في الكابوس الجماعي في أميركا.