ما زال العميد المتقاعد أمين حطيط “مرابطاً” على جبهة الإعلام على رغم مرور عشرة أيام على وقف النار. وهو يطلّ هذا المساء مع غادة عيد على شاشة “نيو. تي. في” متحدثاً عن تداعيات ما حصل في ثكنة مرجعيون.
مهى زراقط

منذ تقاعده من الجيش اللبناني قبل عامين، أصبح العميد أمين حطيط جزءاً لا يتجزأ من الجسم الإعلامي. يكتب مقالة أسبوعية استراتيجية في الصحف اللبنانية، بالإضافة إلى إطلالات متفرقة على عدد من وسائل الإعلام يناقش فيها الوضع في المنطقة. وهو كان في صدد توقيع كتاب “الاستراتيجيا الدفاعية: مبادئ عامة وتطبيق في لبنان” في 18 تموز الفائت، الا أنّ الحرب أتت لتؤجّل مشاريعه وليجد نفسه ضيفاً يومياً على أكثر من شاشة ومطبوعة محلية عربية وعالميةحطيط كان أوّل من توقّع انتصار المقاومة على آلة الحرب الاسرائيلية، وتحدّث عن مرحلتين للحرب، جوية وبرية، مؤكداً منذ الأيام الاولى أنها لن تستمر لأكثر من أسابيع، لا أشهر، كما توقع كثيرون. وكانت مقالته الأولى بعد الحرب تحت عنوان “حرب تنفيذ القرار 1559” قد نشرت في “الديار”.
“الأخبار” التقته وسألته عن سر صحة توقعاته، وكيف يمكن الوصول إلى التحليل الصحيح للأحداث؟ والأهم ما أهمية الإعلام بالنسبة الى المحلّل الاستراتيجي؟
يبدأ حطيط من السؤال الأخير متحدثاً عن أهمية الإعلام في الحرب ووظائفه: “يؤدّي الإعلام ثلاث وظائف: الأولى ما قبل الحرب تمهيداً لحرب ناجحة. والثانية خلال الحرب لتمكين المقاتل من السير في طريق النجاح، والثالثة بعد الحرب لتكريس النجاح وتثبيته”.
أما التحليل الصحيح، فهو يعيده إلى المتابعة الدقيقة للأحداث بناء على عمل منهجي “لأنه علم قائم بذاته والنجاح فيه منوط بثلاثة عناصر: امتلاك المعلومة التي يحصّلها المحلّل من المراقبة والميدان، متابعة الحدث بشموليته لأنه لا يمكننا أن نفهم أي حدث في لبنان إذا لم نقرأ كل ما يحصل على المسرح الاستراتيجي الذي أقامته أميركا في الشرق الأوسط الممتد من أفغانستان إلى مصر على الأقل. ويرتبط العنصر الثالث بالخبرات السابقة للمحلّل”. ويؤكد أنه “لو لم يكن لديّ خبرة عسكرية أصلاً لما تصدّيت لهذا الأمر. الخبرة العسكرية هي التي مكنتني من أن أتابع، أقرأ، وأصل إلى نتائج”.
وفي تطبيق ميداني لهذه المعلومات، يشرح حطيط عمله التحليلي: “عندما حصلت عملية أسر الجنديين، انطلقت اسرائيل لتقول إنها تريد تحرير الأسيرين. لا يمكن للمحلّل إغفال أن الوسائل التي تستخدم في الحرب لا تتناسب مع الهدف المعلن، وبالتالي يجب البحث عن الهدف المضمر. نعود إلى التاريخ القريب والمتوسط لنجد القرار 1559. إذاً الهدف ليس تحرير الأسيرين، هناك تطبيق القرار. ثم نرتدّ إلى إعلان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن الشرق الأوسط الجديد ونستنتج: هي إذاً ليست حرب الأسيرين ولا تطبيق الـ 1559 فقط، إنما حرب إقليمية لإعادة صياغة المنطقة”. التحليل في هذه الحالة لا يعود مجرد توقعات بل معلومات: “هناك قرار أميركي اسرائيلي بالتخلّص من المقاومة في لبنان للانطلاق إلى تغيير في الشرق الأوسط، وهذا القرار وضع تنفيذياً بموجب خطة موضوعة مسبقاً، وانتظر ظرفاً انطلق منه لينفّذ هذه الخطة القائمة على مرحلتين”.
أما بالنسبة الى الأسابيع والشهور المقبلة، فهو ينطلق في تحليله من قرار “الغموض الدولي” كما يسميه، أو القرار 1701: “وهو غموض مقصود يتيح لأميركا الضغط ديبلوماسياً لإصدار قرار آخر تستطيع بموجبه أن تجهض انتصار المقاومة في الميدان”. لذلك يرى العميد حطيط أننا في خضمّ معركة على قدر كبير من القساوة والشدة قد لا تقل عن معركة الميدان “ولها احتمالات ثلاثة: إما إجهاض النصر برمّته سياسياً، وهذا سيلزم المقاومين العودة إلى الميدان لاستعادة انتصارهم، وإما تثبيت النصر بعض الشيء، أو تثبيته بالكامل” وبناء عليه: “نحن الآن في معركة سياسية في غاية الخطورة علينا أن نخوضها ولا نكتفي بإعلام محلي أو بكلام نتناوله في ما بيننا. علينا أن نخوض معركتنا على مساحة العالم”.
يُذكر أن حطيط سيطلّ هذا المساء على محطة “تلفزيون الجديد” ليحكي عن تداعيات ما حصل في ثكنة مرجعيون وما ينص عليه القانون والعرف العسكريان في هذا الإطار “لأن ما حدث أمر يثير الاستهجان والاستغراب”. كما يقدّم تحليلاً ميدانياً يومياً لكلّ يوميات المقاومة على قناة “العالم”.