القاهرة ــ محمد محمود
ليس سرّاً أن الوسط الفني والإعلامي في العالم العربي يعيش على إيقاع بيروت المدينة الصاخبة... اذا ما همدت همد معها، وإذا ما علت أمواجها تمايل على إيقاعهاالعدوان على لبنان جمّد الحركة الفنية في القاهرة لأكثر من شهر: ألغيت مهرجانات وشلّت حركة بيع الألبومات في الأسواق، وتراجعت إيرادات الأفلام السينمائية إلى حد كبير. وعاش الساحل الشمالي ركوداً لم يشهده من قبل. وعُدّل برنامج حفلات شرم الشيخ مرات عدة، خصوصاً أن لمطربي لبنان حصة الأسد من الأمسيات الغنائية. وحدها الدراما التلفزيونية لم تتأثر بل بقيت الاستديوهات تعجّ بالممثلين. واليوم، تخطف القاهرة بعضاً من أضواء بيروت وتعيش صخباً ولو متأخراً! فعلى الصعيد الإعلامي، رحّبت مدينة الإنتاج بعودة “ام بي سي” إلى بلد الانطلاق. وقررت إدارة المحطة تصوير برامج بيروت في القاهرة (كلام نواعم)، وفي دبي (برنامجي جورج قرداحي “التحدي” و“من سيربح المليون”). لذا حجز بديع فتوح، مدير البرامج في القناة، استديو خاصاً في مدينة الانتاج التي أخرج منها طاقمه قبل عامين نتيجة سوء الإدارة. قنوات لبنانية أخرى، بينها “المستقبل”، تحاول مدّ جسور مع وكلاء في القاهرة تحسباً للاضطرار إلى تصوير بعض البرامج هناك.
ومن المؤكد أيضاً أن وكالة “توكيز” الإعلانية قررت عدم الاكتفاء بافتتاح فرع لها في القاهرة، وتفكر الشركة بتحويل فرعها إلى مكتب إقليمي تحسباً لأي تطور ميداني في بيروت. ويرى كثيرون من العاملين في السوق الفنية، أن بيروت بعد الحرب، لن تكون مقراً هادئاً لنشاطهم، لذا لا بد من بديل في القاهرة أو دبي.
أما بالنسبة إلى الفنانين اللبنانيين، فيعيش الشعراء والملحنون وأصحاب الاستديوهات في مصر، فرحة محتملة باستقرار موقت لهولاء في القاهرة. نيكول سابا ومايا نصري ودوللي شاهين قررن الإقامة في القاهرة، نظراً لانشغالاتهن الفنية هناك. ويتوقع كثيرون أن تكثر زيارات هيفا وهبي وميريام فارس وإليسا وألين خلف وجاد شويري وإيوان وعاصي الحلاني ووائل كفوري وغيرهم من فناني لبنان والخليج إلى القاهرة، ليس من أجل إحياء الحفلات فحسب، بل لتسجيل الأغاني. وكان ملحنون وشعراء لبنانيون نقلوا إقامتهم إلى القاهرة، بينهم سمير صفير.
أما على صعيد الحفلات الفنية، فبدأ التحضير لحفلات عيد الفطر ورأس السنة. ومن المتوقع أن تنتعش مصر في الشتاء، خصوصاً أن فناني لبنان يفضلون القاهرة على دبي التي تجتذب في الغالب نجوم الخليج.
حتى في عالم الفيديو الكليب، ستتغير القاعدة هذه المرة. وستشهد القاهرة ورشة تصوير الكليبات، خصوصاً أن مخرجين، منهم سعيد الماروق، قرروا البقاء لمدة اطول في مصر. كذلك نقلت شركات إنتاج نشاطها إلى هناك.
قد يمضي وقت طويل قبل أن يعاود أهل الصحافة في بيروت نشاطهم، لكن تركيبة هذه المدينة والكفاءات والتقنيات الموجودة فيها، كل ذلك يساعد في تقديم أعمال احترافية، لا تجدها في أي مكان آخر.