رام الله ــ يوسف الشايب
عندما قرّر كاظم الساهر تقديم أغان وطنية، كان يعلم أن صوته سيكون حاضراً في معظم التظاهرات الوطنية في العالم العربي. إلا أنه لم يكن يعلم أنّ رام الله ستستنجد بأغنياته العاطفية، لتعبّر عن سخطها وغضبها لإهمال الحكومة مطالب الشعب”.
“آه على آه على آه... ما عندنا حظ ويّاك والله”... بهذه الكلمات استعان الموظفون العاملون في دوائر السلطة الوطنية الفلسطينية للتعبير عن احتجاجهم خلال اعتصام نظّموه أمام مقرّ عملهم اول من امس.
كانت الإذاعات المحلية تبثّ الأغنية فيما راح الجمهور المحتشد على الطرقات يردّد كلماتها عالياً، تعبيراً عن غضبه وسخطه لانقطاع الرواتب للشهر السادس على التوالي. يصرخ احد الموظفين: “جاء بثّ هذه الأغنية في وقته... كأنها تعبّر عن حكايتنا مع حكومتنا التي وعدتنا بالإصلاح والتغيير، و“عشّمتنا” بمصادر تمويل أخرى، بعيداً من الاشتراطات المذلة لأميركا وأوروبا”.
أما زميلته، فوجدت أنّ أم كلثوم تعبّر خير تعبير عن حالتها، فاتّصلت بالإذاعة لطلب أغنية “إنما للصبر الحدود” وقالت: “أشعر بأن أم كلثوم بصرختها هذه تعبّر عما نريد أن نقوله للمسؤولين في الحكومة”.
وبعيداً من رام الله، اختتم كاظم الساهر قبل أيام فعاليات مهرجان “جميلة” الدولي في الجزائر حيث أحيى حفلة وطنية قدمتها الممثلة اللبنانية نضال الأشقر. وكاظم الساهر الذي غنّى في حفلة الجزائر عدداً من أغنياته الوطنية، ومنها “ماسك العود”، و“أطفال بغداد”، و“ما السرّ يا بيروت”، يحيي حفلة خيرية مساء 31 آب الجاري في دار الأوبرا المصرية، على أن يبدأ بعدها جولة أوروبية.
وأكّد الفنان العراقي أن دعمه لشعب لبنان مستمرّ، “لكن على زملائي الفنانين ألا ينسوا أطفال العراق. يبدو أن معاناتهم ما زالت طويلة، وعلينا مساعدتهم قدر المستطاع”.
ورفض الساهر تسجيل أي أغنية وطنية جديدة، “فالوقت للعمل لا للكلام” على حد قوله.