تكمن خطورة ظاهرة موشي دايان “سارق الآثار” في أنه كان نموذجاً لسلوك اعتمده في زمنه، ولاحقاً اعتمده جنرالات في الجيش الإسرائيلي قاموا بالحفريات معه، وبعد وفاته سرقوا من جنوب لبنان آثاراً يتعذّر تحديدها للمطالبة بها. فمن المعروف أن الجيش الإسرائيلي أكمل الحفريات في موقع قبر أحيرام قرب صور، ولم يُعرف بعد عدد القطع المسروقة ولا قيمتها. هذا ناهيك عن المواقع التي نهبت في زمن لم تكن السلطات اللبنانية قد اكتشفتها بعد. وبما أن الإسرائيليين لا يزالون يرون موشي دايان مثالاً يحتذى به حتى يومنا هذا، فالخطر الاسرائيلي يحدّق بلبنان وبآثاره وبكنوزه التاريخية.والخطر لا يزال يحدّق بأراضي السلطة الفلسطينية، فالجيش الاسرائيلي لم يوقف اعتداءاته ضدها، وقد تصاعدت هذه الاعتداءات منذ بداية انتفاضة الأقصى التي انطلقت في أيلول عام 2000. وسائل الإعلام العربية منشغلة في تسليط الضوء على الانتهاكات والاعتداءات التي تشنّها الحكومة الاسرائيلية وجيشها ضد الفلسطينيين، وهي لا تتنبّه حالياً إلى الانتهاكات ضد الآثار الفلسطينية. المهتمون بالآثار قلقون، ولكنهم لم يصدروا حتى الآن دراسات موثّقة وتفصيلية عن كل السرقات التي قام بها اسرائيليون (مسؤولين وضباطاً وجنوداً) في فلسطين والأراضي العربية التي احتلوها منذ عام 1948.
ملف الآثار المسروقة لم يُفتح بعد في لبنان وفلسطين، وقد يكون ملفاً “دسماً” يلفت إلى أن لإسرائيل مطامع بالأراضي العربية وبالمياه وأيضاً بالآثار.