القاهرة – محمد محمود
عاد محمد خان الى “البلاتو” بعدما نجح حيث فشل مخرجو جيله في تحقيق معادلة. المخرج المصري الذي يصور حالياً فيلم "شقة مصر الجديدة” أكد للعام الثاني على التوالي أنه قادر على تقديم سينما تعبر عن مصر في الألفية الثالثة، بنجوم لا تداعبهم إيرادات شباك التذاكر، وبميزانية متوسطة تناسب جهات انتاجية ترى في أفلام خان وسيلة للتأكيد على دورها السينمائي في المرحلة الحالية.
خان قدم العام الماضي فيلم "بنات وسط البلد” لمنة شلبي وهند صبري وخالد أبو النجا، مع المنتج محمد زين الذي تخصص في الأفلام المتوسطة الكلفة. ويصوّر الفيلم وسط البلد في العام 2006 ، بعدما رصد خان قاهرة الثمانينيات مرات عديدة في أفلامه الأولى. وأوشك السينمائي الذي يعد من رواد الواقعية الجديدة في السينما المصرية، على الانتهاء من “شقة مصر الجديدة” مع خالد أبو النجا أيضاً، والممثـــــلة غـــــادة عادل التي كانت تُصنف قبل فترة بأنها وجه جميل لا يجيد التمــــثيل، لكــــن خان أدخلها المعادلة وخاض بها هذه المغامرة مع زوجته كاتبة السيناريو وسام سليمان.
يدور الفيلم حول فتاة تعمل مدرّسة موسيقى في الصعيد المصري وتأتي إلى القاهرة في رحلة مدرسية ليوم واحد. يأخذها الشوق لزيارة مدرستها القديمة حيث تعلّمت الموسيقى. لكن عندما تعود إلى شقتها القديمة في مصر الجديدة تكتشف غياب المدرسة ووجود رجل جديد يسكن شقتها ويعمل في البورصة. وسرعان ما ينشغلان في البحث عن المدرسة المفقودة.
وقال خان خلال الاحتفال بتصوير الفيلم أخيراً إن ما وزعته الجهة المنتجة من تفاصيل عن القصة لا يقدم المضمون الحقيقي للعمل الذي سيلمسه الجمهور في ما بعد مؤكداً أنه يتحدث عن الحب وكيفية العودة إلى معناه الحقيقي. وأضاف أنه يشعر بتفاهم كبير مع وسام سليمان ليس لأنها زوجته لكن لتقارب الأفكار وقدرتها على كتابة السينما التي يؤمن بها، مشدداً على أنه لا يقرأ أفلاماً كتبتها لمخرجين آخرين إلا لو طلب منه ذلك.
يذكر أنه بعد فيلم “أيام السادات” عام 2001، ابتعد خان عن السينما ثلاثة أعوام طالب خلالها باللجوء الى تقنية الديجيتال. وبالفعل أنتج فيلم "كليفتي” عام 2004 لكن التجربة لم تكن ناجحة لأسباب عدة. فعاد إلى السينما الأم بعدما تغيرت الأوضاع كثيراً وباتت هناك جهات انتاجية تقدّر خان، لكنها لم تعرف حتى الآن قيمة مجايليه من أمثال داوود عبد السيد وعلي بدرخان وسعيد مرزوق وخيري بشارة وكل الذين طال غيابهم عن استوديوهات التصوير.