رنا حايك
نسي حسين، الموظف في مطعم برغر كينغ في بيروت أمر المكالمة ــ الكابوس التي تلقاها خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان من الاذاعة الاسرائيلية. لكن البريد الإلكتروني كان له بالمرصاد.
فالمكالمة التي سُجلت وصلت هذا الأسبوع إلى عناوين بريدية إلكترونية لبنانية وعربية.
لم تكن المكالمة من مراهق عابث. ولم تكن الوجبة المطلوبة عادية، فعشاق الوجبات السريعة لا يحبون تناولها مع قنابل عنقودية! سأل حسين المتصل بشكل روتيني “من أين تكلمنا؟»، فهو لم يكن يتوقع أية مفاجأة.
لكنه أعاد السؤال مجدداً بعد صمت دام لعدة ثوان حينما أجابه المتصل بأنه يكلمه من تل أبيب. لعل حسين شك للحظة في أنه يعاني مشكلة في السمع أو اعتقد بأن ما سمعه كان من نسج خياله المسكون برعب طائرات الـ“إف 16” والبوارج الرابضة على شواطئ بلده. لكن المتصل كان فعلاً من تل أبيب، إذاعي أحب أن يرفّه عن مستمعيه فقرر طلب وجبة “ووبر” الشهيرة من فرع برغر كينغ في لبنان. طلبها على متن صاروخ زلزال أو رعد، وأعطى عنوانه “مجاهدين 22”، وأساء إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال الجمل المتسارعة التي قصد منها إرباك الموظف مطمئناً إياه من وقت لآخر أنه مراسل يكلمه من بيروت. في هذه الأثناء كان الإرباك سيد الموقف لدى حسين وزملائه الذين تناوبوا على سماعة الهاتف من دون أن يجرؤوا على إقفالها، حتى إن السؤال الأخير لأحدهم كان: “تريدونها باللحم أو بالدجاج؟”.
قرار الإقفال ليس خياراً يلجأ إليه الموظفون بسهولة إلاّ إذا وجهت إليهم الشتائم. فالزبون دائماً على حق... وإن لم يدرك الموظف أن محادثه إسرائيلي.