محمد محمود
لا شكّ في أن مصطفى قمر سيرى في العرض الأول لآخر أفلامه “حريم كريم” على “روتانا سينما” هذا المساء فرصة ذهبية. إذ أدرجت القناة الفيلم مع مجموعة من الأعمال الجديدة لعرضها في الأسابيع الأخيرة من العام الجاري. لكن قمر ينظر إلى الموضوع من منظار آخر، فهو يهتمّ كثيراً بجمهور التلفزيون الذي سيتابع هذه المرة أنجح أعماله السينمائية. وتركيز المغني المصري على هذا النوع من الجمهور يعود إلى قرب موعد إطلاق ألبومه الجديد “لسه حبايب”، وهو يطل به بعد غياب عن سوق الكاسيت، تزامناً مع بدء عرض أحدث كليباته الذي صوره في باريس قبل فترة على قناة “مزيكا” (التابعة لشركة “عالم الفن” المنتجة للألبوم). لذا، سيسهم الفيلم الذي عرضته الصالات في آب (اغسطس) 2005، في عودة مصطفى بسهولة إلى ذاكرة الناس، خصوصاً أنه يعاني، مثل بقية أبناء جيله من مطربي التسعينيات، تراجعاً كبيراً، بعد غزو مطربي الفضائيات لسوق الكاسيت.
غير أن قمر الذي يدرك جيداً حجم امكاناته الصوتية، كان أكثر أذكى من الباقين حين اختار التمثيل للتعويض عن الغياب الغنائي.
وبعد سبعة أفلام، أصبح المطرب الأكثر نجاحاً في السينما مقارنة بمنافسه الأول محمد فؤاد، مستغلاًّ ابتعاد عمرو دياب والفشل المتكرر لباقي زملائه، وإحجام آخرين عن دخول التجربة مثل هشام عباس وإيهاب توفيق. وهكذا وجد قمر “التوليفة” التي سمحت له بنجاح متزايد من فيلم إلى آخر. وعلى رغم أنه لم ينافس نجوم الكوميديا على شباك التذاكر، لم يتعرض للفشل مثلما حصل مع عامر منيب 4 مرات. إذ يحرص أولاً على إظهار شخصية الممثل في أفلامه لا المطرب. كذلك يهتم بالتعامل مع المخرج الذي يقدمه في شكل جديد، إضافة إلى اختيار ممثلين يشاركونه البطولة من دون الاستحواذ على الشاشة بمفرده.
حاز فيلم “حريم كريم” جميع العناصر السابقة. كان الفيلم الأول الذي تشارك في بطولته خمس ممثلات، وبأدوار متساوية: ياسمين عبد العزيز التي تطالب زوجها بالطلاق بعد اتهامه بخيانتها، وبسمة وداليا البحيري وعلا غانم وريهام عبد الغفور اللواتي يجسدن أدوار صديقات الزوج. يلجأ “كريم” (مصطفى قمر) إلى صديقاته لمساعدته في مصالحة زوجته... لكن الصديقات يردن استعادة زميل الجامعة الذي كان يرعى شؤونهن قبل التخرج...
عرف المخرج علي إدريس كيف يقدم توليفة كوميدية جيدة، وهو استعان بثلاثة من نجوم الضحك هم طلعت زكريا وإدوارد وخالد سرحان. ونجحت كاتبة النص إدريس زينب عزيز في تقديم الشخصيات التسع في شكل متوازن، أعاد للسينما المصرية وهج البطولات الجماعية. وعلى رغم الإشادة بالفيلم الذي أمّن لاحقاً لأبطاله حضوراً أقوى في السينما، خصوصاً بسمة وطلعت زكريا وإدوارد، عاش قمر بعده فترة من الغياب بسبب تعثر تصوير مسلسله الأول “علي يا ويكا” و تأجيل فيلمه الجديد “عصابة الدكتور عمر” منذ أكثر من عام.

التاسعة مساء على “روتانا سينما”