قبل سبع سنوات، أطلق مازن كيوان مهرجاناً مخصصاً لرقص التانغو. وها هو ينظّم الدورة الثامنة من المهرجان الذي يتطور عاماً بعد عام، على أن تكتسي دورته الجديدة لمسة شرقيةً.
بين عام 2000 و2009، تنقّل مازن كيوان في مهرجانات عدة مخصصة للتانغو، في أوروبا وأميركا وروسيا. فكرة إقامة مهرجان مماثل في لبنان كانت تجول دائماً في باله. في 2009، لاحظ أن ورشات العمل تكاثرت في لبنان وازداد عدد المهتمين بالموضوع، فتشكلت بيئة قادرة على استقبال رقص التانغو. المهرجان في نظر الفنان لا يقتصر على الجمهور الكبير فحسب، بل على الجمهور الراقص أيضاً.
تعاون مع الموسيقي اللبناني زياد سحاب

في دورته الثامنة، يحافظ المهرجان على الأنشطة نفسها التي ضمّها في السنوات السابقة، كالحفلات والسهرات وورشات العمل. لكن هذه السنة، سيتلوّن المهرجان بلمسة جديدة. أولاً، يستضيف أساتذة جدداً آتين من الأرجنتين. كما يتعاون مع الموسيقي اللبناني زياد سحاب في حفلة «تانغو الهوى»، ضمن لقاء جديد من نوعه، حيث سيقّدم تانغو عربي، من توزيع زياد سحاب، وأدائه على العود. في حديث مع «الأخبار»، يوضح كيوان: «سيكون اللقاء الأول بين آلة الباندونيون والعود في لبنان. التانغو الأرجنتيني سيؤدى على العود. أما التانغو العربي، فسيُعزف على الباندونيون. يستقبل المسرح 7 موسيقيين من الأرجنتين ولبنان، كما يشارك في العمل عالم الموسيقى الأرجنتيني المقيم في لبنان مارتين لوياتو. هو يساعد زياد سحاب في التوزيع نظراً الى خبرته الواسعة في التانغو الأرجنتيني. ستكون هناك مغنية أرجنتينية أيضاً هي ديبورا راس. كما سيستضيف الحدث مغنية لبنانية ضيفة، لكن لا يمكنني أن أفصح عن اسمها. ستؤدي التانغو العربي في أغنيات مثل "يا زهرة في خيالي" و"اطلب عيني". هو شيء جديد. فهذا اللقاء بين موسيقيين أرجنتينيين وعرب، والعمل على توزيع مشترك حدث يُقام للمرة الأولى في لبنان وفي العالم".
ومع أن الأمر استغرق سنوات، فالفكرة ليست قديمة بالنسبة الى كيوان الذي كان ينتظر الوقت المناسب لتحقيقها. نضوج الفكرة وازدياد المهرجان شهرةً، حمّسا الراقص على الخطوة أخيراً: "أردت إدخال اللمسة الشرقية الى الموسيقى التي ليست جديدة علينا. واللقاء سيكون أول عمل كامل يقدم في هذا المجال".
أما عن الصعوبات في التوفيق بين الموسيقى الشرقية واللوحات الراقصة الغربية، فيعتبرها كيوان تحدياً: "ليست صعوبة، بل مصدر إلهام. لأن الموسيقي والراقص، إن كرر الأمر نفسه وبقي في المكان الذي يريحه، يفقد ما يحفزه على تحدي نفسه. على العكس، الموسيقى الشرقية تضيف صوتاً جديداً وإحساساً جديداً على ما نعرفه وتعودنا عليها. الراقصون متحمسون جداً، وخصوصاً أنهم سيرقصون للمرة الأولى على صوت عود وبرفقة موسيقى يؤديها عازفون شرقيون. لا نقوم بخلطة أو بصلصة معينة هنا. كل صوت أصيل موجود، ويؤدي دوره بتناغم مع الصوت الآخر. لا شيء يلغي شيئاً. بل على العكس. في هذا التجديد مصدر إلهام حقيقي. والراقصون سعداء جداً للرقص برفقة موسيقى تعزف مباشرة على المسرح».
إذاً، يفتتح برنامج المهرجان هذه السنة بحفلتين موسيقيتين تحت عنوان «تانغو الهوى»، ستُقامان في 3 و4 أيار (مايو) على مسرح «ذا بالاس» («أرسكو بالاس» سابقاً). يجتمع فيهما على المسرح كبار من عالم التانغو الذين سيقدمون عروضاً على وقع موسيقى زياد سحاب. هناك أيضاً 4 سهرات راقصة مدرجة في البرنامج من 5 إلى 8 أيار. وخلال هذه السهرات، ستكون هناك عروض للأساتذة الآتين من الخارج. يضمّ المهرجان كذلك ورشات عمل بين 6 و8 أيار في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، وتتوجه للمحترف الذي يرغب في تطوير نفسه، كما الى المبتدئ في رقص التانعو. يشارك مازن كيوان في الورشات، حيث سيعطي الدروس.
في المقابل، يؤكد كيوان أن تجربة السنوات الماضية كان لها صدى طيب في الخارج، ما جعل الأمر سهلاً بالنسبة الى المنظمين في استقطاب الضيوف المحترفين للمشاركة: «يهمهم أن يكون اسمهم مرتبطاً بهذا المهرجان. من دون مبالغة، عندما ألتقي في المهرجانات الأجنبية بهؤلاء الراقصين المحترفين، يقولون لي متى سيأتي دورنا لنأتي الى لبنان؟ نسمع الكثير عن المهرجان هناك. كما أتلقى رسائل من أرجنتينيين يخبرونني أنهم سيكونون في أوروبا في تاريخ معيّن، وبالتالي باتوا قريبين من لبنان. يطلبون إليّ التفكير بهم لدى وضع برنامج المهرجان. وبفضل الأسماء التي استقطبناها من قبل، اكتسب المهرجان صدقية عالية. عندما يغادر هؤلاء الفنانون، هم يتكلمون بطريقة إيجابية جداً عن التجربة التي عاشوها في لبنان. لقد وضعنا بيروت على خريطة التانغو العالمية».

* «مهرجان بيروت الدولي للتانغو»: من 3 حتى 8 أيار (مايو) ـــ مسرح the palace theatre (أرسكو بالاس سابقاً) ــtangolebanon.com