خفت شعاع الكوميديا السورية وخرج الموسم بعملين كوميديين لا أكثر. الأوّل هو «الطواريد» (كتابة مازن طه، وإخراج مازن السعدي ــ «أبو ظبي»، lbci، LDC، lbci drama). تنطلق الحكاية من فرضية القبيلة بأسلوبها المغاير الذي يحوي كل مفردات الكوميديا. قدّم السيناريست والممثل شادي دويعر لشركة «كلاكيت» فكرة هذا المسلسل فتمّ تأجيلها مراراً، وكان يُفترض أن يتولّى إخراجها سامر البرقاوي ثم هشام شربتجي. لكن فور وصول الموضوع إلى صيغته النهائية، تغيّرت خيارات الشركة بعدما أعاد مازن طه كتابة الفكرة وتولى المونيتير مازن السعدي قيادة المسلسل في أولى تجاربه الإخراجية. هكذا، انطلق المشروع البدوي الكوميدي في صحراء إمارة «العين» حيث تدور أحداث العمل حول «قبيلة الطواريد» التي يتزعّمها الشيخ «طرود». وكان الأخير قد عثر قبل ثلاثين عاماً على طفلين هما «خلف» (محمد حداقي)، و«مهاوش» (أحمد الأحمد)، وأمر نساء القبيلة بإرضاعهما. تتحوّل عملية الإرضاع تلك إلى عائق أمام زواج «خلف» و«مهاوش» بعد ثلاثة عقود من الزمن. كان البطلان بصحة جيّدة ويطلبان الرضاعة بشكل مستمر في طفولتهما، ما دفع نساء القبيلة كاملة إلى إرضاعهما، باستثناء زوجة الشيخ «طرود». وحين كبرا، أيقنا أنّهما أَخَوان لكل بنات القبيلة، وبالتالي لا يجوز لهما الزواج من أي واحدة منهن، باستثناء «وضحة» (نسرين طافش ــ الصورة) ابنة الشيخ «طرود». هنا، تبدأ حالة المبارزة والمنافسة بين الأخوين لخطب ودّ الفتاة ضمن قالب فكاهي طريف. مبدئياً، لا يبدو أنّ في الموضوع مغريات لحالة كوميدية ناجعة، لذا استعانت الشركة بنجوم الكوميديا أمثال أيمن رضا وقاسم ملحو وغيرهما. هكذا، سينصرف الجمهور غالباً نحو وجبته الرمضانية المفضلة بالنسبة إلى الكوميديا في «بقعة ضوء12» (مجموعة كتّاب، وإخراج سيف الشيخ نجيب ــ «تلفزيون سما»)، على اعتبار أنّ العمل يواكب سنوياً الحالة المترّدية والفساد السياسي والأخلاقي والاقتصادي في المجتمع السوري. لكن الفكر الرقابي الذي باتت تعمل فيه شركة «سما الفن» المنتجة، حاصر العمل ضمن خط معيّن لا يمكن الخروج عنه، فضلاً عن تراجع سويّته بعد تخلّي المخرج عامر فهد عنه لصالح سيف الشيخ نجيب، إلى جانب تخلّفه هذا العام عن مواكبة الأزمة التي تعصف بالشام.