منذ نجاح «المواطن إكس» في رمضان 2011، فرضت مسلسلات البطولة الجماعية نفسها على خريطة الدراما المصرية في رمضان من كل عام. ساعدت في ذلك عوامل عدّة، أبرزها ظهور مؤلفين جدد لا يكتبون لنجم بعينه، وقبول عدد كبير من الممثلين التنازل عن البطولة المطلقة لأسباب مختلفة.رغم أنّ العديد من وجوه مسلسلات البطولة الجماعية في السنوات الأخيرة تحوّلت سريعاً نحو البطولات المطلقة، مثل يوسف الشريف، وأمير كرارة، وطارق لطفي، لم يمنع ذلك من استمرار الظاهرة التي تؤكد أنّ الجمهور لم يعد منجذباً فقط لمسلسلات النجم الأوحد، خصوصاً مع توافر عوامل عدّة ساعدت في بقاء هذه الظاهرة وتحوّلها إلى تقليد رمضاني وعدم تراجعها. من بين هذه العوامل، ظهور مؤلفين جدد يكتبون النص أوّلاً ثم يرشّحون الأبطال، قبل أن يتحمّس المنتجون لتسويق العمل بشكل جماعي من دون الاعتماد على نجم بعينه، لا سيّما أنّ النجوم الذين يتم بيع الأعمال بأسمائهم لا يزيد عدّدهم حالياً عن عشرة. ويخرج بعضهم من القائمة، ويدخل آخرون حسب درجة النجاح التي يحققونها في كل موسم. يضاف إلى ما سبق، أنّ بعض الممثلين رفضوا التمسك بالبطولة المطلقة، وركّزوا على النص والشخصية التي سيؤدونها. أبرز هؤلاء على الإطلاق هو الممثل الأردني إياد نصّار الذي لم يتمسّك بالبطولة الفردية رغم النجاح العريض لمسلسل «الجماعة» (2010)، وما زال يشارك في أعمال متخمة بنجوم آخرين. لكن المفارقة أنّ معظم هذه الأعمال حققت نجاحاً كبيراً على الشاشة، من بينها «موجة حارة»، و«حارة اليهود»، ومن قبلهما «المواطن إكس». يضاف إلى هذه العوامل، فشل بطولات بعض النجوم، ما يصعّب عليهم تحمّل بطولة أعمال جديدة بمفردهم، ليصبح العمل الجماعي مناسبة لاستعادة الثقة. ينطبق المثل الأخير تحديداً على غادة عادل التي لم توفّق في تجارب كثيرة على الشاشة الصغيرة، مثل «فرح العمدة» و«مكان في القصر». غير أنّها تعود هذا الموسم عبر مسلسل «الميزان» (كتابة باهر دويدار، وإخراج أحمد خالد موسى ــ cbc، «الحياة») مع العديد من النجوم، منهم باسل خيّاط، ومحمد فراج، وأحمد فهمي، وناهد السباعي. تدور الأحداث في مجتمع المحامين داخل تفاصيل جريمة قتل يحاول الجميع التبرؤ منها، مستخدمين كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.
يكمن وصف مسلسل «أفراح القبة» بأنّه الوحيد هذا الموسم الذي يجمع بين نجوم جميعهم قدّموا بطولات مطلقة من قبل. العمل مأخوذ عن رواية نجيب محفوظ التي تحمل الاسم نفسه، وهو من كتابة محمد أمين راضي ونشوى زايد، وإخراج محمد ياسين («النهار»، «المستقبل»)، فيما تدور الأحداث بالكامل في أروقة أحد المسارح في فترة السبعينيات. تمتزج تفاصيل المسرحية الجديدة التي يتدرّب عليها الممثلون في حياتهم الشخصية. يسجّل هذا العمل عودة الممثلة منى زكي إلى البطولة الجماعية بعد فشل آخر بطولاتها المطلقة «آسيا»، ويشاركها التمثيل إياد نصار، ورانيا يوسف التي لم تحقق نجاحاً في «أرض النعام» العام الماضي، إضافة إلى جمال سليمان، وكندة علوش، وصبا مبارك. والأخيرتان لم توفّقا في مسلسل «العهد». رغم الاشادة بأدائهما، لم يحقق العمل نفسه ما تمنّاه صنّاعه في رمضان 2015.
بطولة جماعية أخرى تعرضها «mbc مصر» حصرياً هي «الكيف» (كتابة أحمد محمود أبو زيد، إخراج محمد النقلي) لباسم سمرة، وأحمد رزق، ولوسي، وميريهان حسين، وعفاف شعيب، وجميل راتب. وهو مقتبس من فيلم مصري شهير يحمل الاسم نفسه، ويدور في كواليس تجارة وتعاطي المخدرات في المحروسة. ويعد سمرة من أبرز الوجوه التي تشارك في البطولات الجماعية، فيما لجأ إليها أحمد رزق بعد النجاح المتوسّط لأوّل وآخر بطولة جماعية له «هيمة» إلى جانب فشل مسلسل كوميدي آخر تحمّل بطولته منفرداً هو «فؤش».
ينضم للبطولات الجماعية هذا الموسم أيضاً مسلسل «الخروج» (كتابة محمد الصفتي، وإخراج محمد جمال العدل ــ cbc، «النهار»، «المستقبل»). تدور أحداث هذا المسلسل كذلك في أجواء العلاقة بين المجتمع وضباط الشرطة، معتمداً على الممثلين التونسيين ظافر العابدين ودرّة، مع شريف سلامة، وعلا غانم، وإنجي أبو زيد، والمخضرمين أحمد راتب وصلاح عبد الله.
بعد مشاركته النجمة اللبنانية هيفا وهبي بطولة مسلسل «مريم» العام الماضي، يعود خالد النبوي في «سبع أرواح» (كتابة محمد سيد بشير، وإخراج طارق رفعت ــONTV)، يُفترض أنّه يحمل اسمه. لكنّه في الوقت نفسه لا يمكن تجاهل وجود العديد من الأسماء المعروفة معه في مقدّمتها إياد نصّار، ورانيا يوسف، مع الممثل الصاعد بقوّة وليد فواز. يركّز المسلسل على قصة ضابط شرطة يلقي القبض على مسؤول كبير في الدولة بتهمة قتل امرأة وقبل تنفيذ حكم الإعدام، يُفاجأ باتصال من الضحية تؤكد فيه أنّها على قيد الحياة، أي أنّه تورط في إعدام بريء، قبل أن تتوالى الأحداث.