لقاء النجوم في «أفراح القبّة»

يعود نجيب محفوظ إلى الشاشة الصغيرة عن طريق مسلسل «أفراح القبّة» (كتابة محمد أمين راضي ونشوى زايد ــ «النهار»، «المستقبل») الذي يحمل العديد من عناصر الجذب للمتفرج الباحث عن دراما مختلفة في رمضان، بعيداً عن الكوميديا والحركة والقصص الاجتماعية التقليدية. رواية متوسطة الشهرة للأديب الحاصل على جائزة نوبل، لكنّها مصنّفة نقدياً ضمن أهم أعماله، خصوصاً أنّها تدور في فلك يتميّز بالخصوصية: ممثلون في فرقة مسرحية يكتشفون خلال التدريب على نص جديد أنّه مستوحى من حياتهم الشخصية. اسم المخرج محمد ياسين عنصر جذب بارز، إلى جانب بجانب أسماء منى زكي، وإياد نصار، ورانيا يوسف، وكندة علوش، وصبا مبارك، وجمال سليمان (الصورة). جميعهم تحمّلوا سابقاً مسؤولية بطولات بمفردهم، لكنّهم يجتمعون الآن ليشكلوا قوّة ضاربة ترشّح «أفراح القبة» لجذب كثيرين.

لم يعد ينفع «الندم»


كتب حسن سامي يوسف روايته «الندم» من دون أن تحظى بفرصة تسويقية مهمة. لكن الكاتب يُعتبر ماركة مسجّلة في الدراما السورية، فما إن صاغ روايته على شكل مسلسل («الجديد»، «سما») حتى تهافتت عليه شركات الإنتاج. لكنّه رفض أن يصوّر مشهداً واحداً خارج الشام رغم المغريات المالية. اختار أن ينجز العمل مع صديقه الليث حجو الذي صنع معه أكثر من مسلسل مهم. نحن أمام حكاية «أبو عبد الغول» (سلّوم حداد ــ الصورة) وزوجته وأولاده الذين سلكوا دروباً مختلفة، فبلع ابنه الكبير (باسم ياخور) ميراث أبيه وفرّط بأهله. لكن الغريب أن يخرج من هذه العائلة كاتب درامي مرهف (محمود نصر) يروي بعينيه سيرة عائلته بين زمنين مختلفين: الأوّل جرت تفاصيله سنة 2003، فيما الثاني اشتباك عنيف مع الحرائق الشامية هذه الأيّام عبر تقنية مزج الخيال بالواقع التي اتبعها صاحب «الانتظار» في شوارع دمشق!


«الشيطان» معبود الجماهير


يأتي مسلسل «ونوس» (osn ،cbc) في مقدمة الأعمال التي تتصدّر الاختيارات في شهر الصوم منذ أسابيع، بسبب ثقة الجمهور المصري والعربي المطلقة بيحيى الفخراني (الصورة). لكن الأخير لم يكتف برصيده الكبير، وإنّما جدّد في الشخصية التي سيتقمّصها. ولا بدّ من الاعتراف بأنّه يسعى دائماً للتجديد، ولم يقدّم شخصيتين متطابقتين، ولو من أجل استثمار نجاح هذه الشخصية أو تلك. في رمضان 2016، سيُطل علينا كـ «شيطان» يظهر لإحدى العائلات التي تعاني من مشكلات اجتماعية معقدة فيزيدها تعقيداً. يزيد من جاذبية المسلسل التفاهم الواضح بين الفخراني ومؤلف العمل عبد الرحيم كمال ومخرجه شادي الفخراني، إذ لم يفشل أي عمل لهما في السنوات الأربع الأخيرة. يجمع المسلسل أيضاً بين ممثلين مخضرمين، كنبيل الحلفاوي، وهالة صدقي، وشباب من بينهم محمد شاهين، وحنان مطاوع، ونيكولا معوض.


السخرية المُرّة في «بقعة ضوء»


تراجع مستوى السلسلة الكوميدية السورية الشهيرة «بقعة ضوء» («سما») نسبياً بعدما نشلها المخرج عامر فهد وأعاد لها نجومها المؤسسين وشيئاً من ألق الأجزاء الأولى خلال ثلاث سنوات متتالية. مع ذلك، بذل المخرج سيف الشيخ نجيب قصارى جهده، فمرّ الجزء 11 بخير، وغالباً ما ستتمكّن بعض لوحات العمل في جزئه الـ 12 هذا العام من أسر المشاهد، لتماسها مع الواقع المزري بطريقة السخرية المرّة والكوميديا السوداء. لعب أدوار هذه اللوحات أبرز نجوم الكوميديا في سوريا على رأسهم: أيمن رضا، وباسم ياخور، وأمل عرفة (الصورة)، وعبد المنعم عمايري... إلى جانب استبدال الاسكتشات الختامية، وجعلها نسائية هذه المرّة ستحمل عنوان «قطبة مخفية» (كتابة سامر سليمان). هنا، ستلعب أمل عرفة وصفاء سلطان على وتر الانتقادات اللاذعة بطريقة إسقاطية تحمل تأويلات عدّة يفهمها المشاهد بحسب اهتمامه ووعيه وثقافته.


هل تذكرون «ليالي الحلمية»؟


رغم الجدل الذي صاحب انطلاق تصويره، فمجرّد الاستماع لموسيقى «ليالي الحلمية» الشهيرة، سيدفع من تابع الأجزاء الخمسة السابقة للترقّب لمعرفة ما سيجري في الجزء السادس (كتابة أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين، وإخراج مجدي أبو عميرة ــ «النهار»، «الحياة»، lbci). عوامل عدّة تجعل المسلسل على قائمة الأعمال الأكثر إقبالاً، كالرغبة في مشاهدة ما جرى للشخصيات الشهيرة مثل نازك السلحدار، وعادل البدري، وزهرة غانم، بعد 21 عاماً من التوقف، وكيف غطّى صنّاع العمل غياب شخصيّات أخرى مثل سليم وعلي البدري، وسليمان غانم. علماً بأنّ العمل سيحظى بانتشار جيّد على الفضائيات العربية. كما يدخل الاختبار نجوم شباب انضموا للموسم السادس الذي سيحتاج لعبور الأسبوع الأوّل من رمضان بسلام حتى يعلن الانتصار على من رفضوا عودته من دون أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ.


... و«العرّاب» يواصل الحكاية


لم توفّق شركة «كلاكيت» في النتيجة العامة للجزء الأوّل من مسلسلها «العرّاب ــ نادي الشرق» (عن الرواية والفيلم الشهيرين لماريو بوزو وفرانسيس فورد كوبولا)، لكن أداء النجم جمال سليمان (أبو عليا) شدّ مفاصل العمل الذي انتهى بوفاته. هذا العام، دارت الشركة على نصف كتّاب الدراما السورية بعد خلافها مع رافي وهبي قبل أن تتفق مع خالد خليفة الذي صاغ الحكاية وفقاً لرؤية المخرج حاتم علي الذي يريد استمرار الحكاية من دون مواجهة مفتوحة مع السلطة. فهو حريص على أن يكون المسلسل اجتماعياً خالصاً يتناول تقاسم ورثة «العرّاب» المال والسلطة والجاه والمشاكل! ربّما يكفي أن يجلس حاتم خلف المونيتور، وأن يلعب أمام الكاميرا نجوم بحجم سمر سامي وباسل خيّاط وباسم ياخور (الصورة)، مع ممثلين شباب، مثل معتصم النهار، وريم نصر الدين، ودانا مارديني ليكون المسلسل («أبو ظبي») جديراً بالمشاهدة!